adsense

2020/03/24 - 2:02 م


بقلم الأستاذ حميد طولست
يقول افلاطون: "الجهل أصل كل شر".
بقدر ما سرنتي ، وغالبية المواطنين المغاربة ، التدابير والاجراءات الوقائية التي اتخدتها الدولة ، المسؤول الأول عن حماية الصحة العامة ، وتولت الحكومة بكل جهات الاختصاص بها تطيقها لمواجهة مخاطر هذا الوباء الذي يهدد وجودنا ووجود البشرية جمعاء ، بقدر ما ساءني الانفلات الذي عرفته مدن فاس طنجة تطوان وسلا ، التي جابت شوارعها جماعات الفكر النكوصي المتطرف ، خارقة قانون الحجر الصحي،  في تحد سافر لقرار السلطات العمومية ، واستهتار كبير بصحة المواطنين،  الذي يعد جريمة في حق الوطن والمواطنين ، لا تقل عن أي من جرائم الارهاب المهدد لحياة الناس وحاضرهم ومستقبلهم ، المدانة قانونا وشرعا ، والتي على أجهزة الدولة متابعة عصابات الجهل والخرافة الداعية لها ، ومحاكمة المشرفين عليها والمنظيمن لها ، المستغلين للكوارث ، من أجل إثبات حضورهم السياسي الباهت ..
 لم أتفاجأ كما غيري كثير، بما حدث ليلة السبت، من تحريض، لم يكون عفويا و لا تلقائيا ، على التمرد على ما فرضته الظروف العسيرة والخطيرة، التي نصارع فيها جميعا، مجتمعا ودولة وقوى حية في البلاد، انتشار وباء كورونا، بالإمتثال لقرار الحجر الصحي ، الذي ضرب به عرض الحائط ، أولئك الذين يشكلون خطورة على حياة أبناء الشعب وأمنهم واستقرارهم، بدعواتهم الإمتناع عن تطبيق حالة الطوارئ ، التي لا تحمل ابعادا سياسية أو جغرافية ، ولا تخص إلا الحفاظ على صحة الناس وسلمهم الأهلي والمجتمعي ، وفقا لما تقتضيه المصلحة العامة ، والتي إتخذها مستغلو الأزمات رهينة لتحقيق مصالحهم الأيديولوجية الحزبية والشخصية الضيقة ، بما ينشرونه من خرافة وجهل وضلال باسم الذين ، الذين يجب أن يُتعامل معهم بمسؤولية قانونية وأخلاقية ووطنية ، واتخاذ في حقهم جميع الاجراءات اللازمة التي على رأسها وضعهم في حجر ثقافي فكري وأدبي إجبار طويل الأمد ، بدل كالحجر الصحي الذي فرضته خطورة كورونا والذي تمردوا ضده ، بل حجر ، يحررنا من وباء جهلهم وأميتهم وسطحيتهم وعدميتهم ، ويقضي على فيروسات وجراثيمهم الفكرية المؤثرة على الناشئة والبسطاء أكثر من غيرهم.
فمعركتنا أكبر من مواجهة  فيروس رغم خطورته ، بل هي معركة ضد الجهل والغباء والإسفاف والتتفيه الذي يروجه تجار الدين، ضدا في كل ما يخالف توجهاتهم المذهبية والطائفية ، من القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة والعادات القيمة التي تسهم في تحقيق التنمية والرفع من مستوى عيش المواطنين ، وتفضح فسادهم ..