adsense

2020/03/22 - 3:46 م


بقلم عبد الحي الرايس
اَزِمَةٌ صارتْ تتكررُ على كل لسان، ضماناً لحماية الإنسان، حُضُورُهما يُسَهِّلُ الوقاية، وغيابُهما يُسرِّعُ الإذاية، أغفل ذلك أقوامٌ فاعْتلُّوا وعجَّلُوا بالنهاية، واهتمَّ به آخرون فصَحُّوا وأفادُوا من الدِّرَايَة.
وتفاوَتَ مُستوى الاهتمام بهما فصارت له تجلياتٌ في مراتبَ ودرجات:
وقد جَرَت العادة أن يُلتمَسَ الماءُ من حَنفياتٍ تَتداولها الأيْدي فتْحاً وإغلاقا، فيَعْلقُ بها ما يَعْلقُ من مصادرِ الأذى، ويُسْتعمَلُ الصابون كيفما اتفق، وتُنَشَّفُ الأيدي بمناديلَ تبْتلُّ وقلَّما تتغير.
ولكنَّ الوعيَ الصحي بتعدد مصادر نقل العدوى والجراثيم ـ عن طريق اللمس ـ أسْفَرَ عنْ ابتكار حنفيتيْن ذكيتيْن مُتجاورتيْن، إحداهما للصابون، والأخرى للماء تتدفقان عند وضع اليد تحتهما، وتَتَوقَّفَان عند إبعادها عنهما ـ من غير لَمْسٍ ولا تحريك ـ ثم يكونُ التجفيفُ بمناشِفَ كهربائيةٍ أوْ ورقية، تُسْتعمَلُ مَرَّة واحدة.
كما صار لغسل الأيدي بالماء والصابون يَوْمٌ سنويٌّ معلوم، تُخلِّدُهُ الإنسانية ـ عند منتصف أكتوبر ـ على مستوى الْمَعْمُور، أمْلاهُ تفاقمُ الوفياتِ الناجمةِ عن أوبئةٍ سببُها إهمالُ تنظيف الأيدي خاصَّة عند الأكل، وبعد الحمام.
الجائحاتُ والكوارث تُصَحِّي الضمائر، تُنبِّهُ إلى ما يترتبُ عن الإهمالِ من خسائر، والْمِحَنُ تُفجِّرُ الوعي، وتبْعثُ على تبنِّي الصواب، وتجاوُز الأخطاء.
وانعكاسُ ذلك ينبغي أن يتجلَّى أوَّلاً  في المرافق الصحية، بالمؤسسات الاستشفائية والتعليمية والإدارية، وفي المطاعم والمقاهي والمنشآت السياحية، تُلْزَمُ بها، وتُؤاخَذُ على التقصير فيها، أو إهمالِ صيانتها.
ويبقى على الأُسَرِ أن تسْتحضرَ هذا الهاجس، وتُنشِّئَ الأبناءَ على ذلك، فالتربية الصحية تشتد الحاجة إليها مع الأزمة، ولكن التعويد عليها ينبغي أن يتواصل ويتعززَ في كل لحظة.