تحول اليسار بالمغرب
اليوم " مثل الأقرع فين ما ضربتيه يسيل دمه" فقد تأكلت منظومته الفكرية والتنظيمية
، وأصبح مجرد شعارات وذكرى حنين إلى ماض جميل بإندفاعته وإنكساراته، فالعديد من التنظيمات
اليسارية التي تتغنى " التقدمية" و " الحداثة " مازالت معظمها
تقليدية في أفكارها وأليات إشتغالها ، والكثير من منتميها مازالوا يعيشون آسيري أفكار
تعود إلى الستينات والسبعينات من القرن المنصرم بمنطق رجعي " إرث الحركة اليسارية
" وهنا لا يجب تبخيس أو " حجب الرؤية " عن التضحيات بالغالي والنفيس
التي بدلوها لأجل وطن يتسع للجميع ينعم بالحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية ، لكن
العالم اليوم يعيش على إيقاع عصر التكنولوجيا والثورة الرقمية ، وليس على إيقاعات
" الحرب الباردة " وجيل جديد من الشباب ،فالأفكار القومية ولت إلى
غير رجعة ، والوصاية والأبوية على الآخرين لاسيما الشباب لم تعد مسموحة، وإجترار الخطابات
والأسطوانات القديمة أصبح مملا ، ولا إختلاف أن للتاريخ دور مهم في فهم الحاضر وبناء
المستقبل ،لكن البقاء فيه دليل على العجز و فقدان البوصلة وعلى أن الزمن والأحداث تجاوزتنا
، وعليه يجب إعادة بناء جدري لليسار من بنيته المتهالكة وفق خصوصيات وشروط الظرفية
الحالية ، والترافع عن الحسابات السياسية و " الصراعات القبائلية" اليسار في غنى عنها ، وتعاقد حقيقي على الإنطواء تحت المشروع المجتمعي والسياسي ، الذي
يجب أن يلمس على أرض الواقع ، ليس مشروعا يسوق له في المؤتمرات والصالونات السياسية
..