adsense

2020/03/18 - 9:25 م

 بقلم عمر الحداد
تحول اليسار بالمغرب اليوم " مثل الأقرع فين ما ضربتيه يسيل دمه" فقد تأكلت منظومته الفكرية والتنظيمية ، وأصبح مجرد شعارات وذكرى حنين إلى ماض جميل بإندفاعته وإنكساراته، فالعديد من التنظيمات اليسارية التي تتغنى " التقدمية" و " الحداثة " مازالت معظمها تقليدية في أفكارها وأليات إشتغالها ، والكثير من منتميها مازالوا يعيشون آسيري أفكار تعود إلى الستينات والسبعينات من القرن المنصرم بمنطق رجعي " إرث الحركة اليسارية " وهنا لا يجب تبخيس أو " حجب الرؤية " عن التضحيات بالغالي والنفيس التي بدلوها لأجل وطن يتسع للجميع ينعم بالحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية ، لكن العالم اليوم يعيش على إيقاع عصر التكنولوجيا والثورة الرقمية ، وليس على إيقاعات " الحرب الباردة "  وجيل جديد من الشباب ،فالأفكار القومية ولت إلى غير رجعة ، والوصاية والأبوية على الآخرين لاسيما الشباب لم تعد مسموحة، وإجترار الخطابات والأسطوانات القديمة أصبح مملا ، ولا إختلاف أن للتاريخ دور مهم في فهم الحاضر وبناء المستقبل ،لكن البقاء فيه دليل على العجز و فقدان البوصلة وعلى أن الزمن والأحداث تجاوزتنا ، وعليه يجب إعادة بناء جدري لليسار من بنيته المتهالكة وفق خصوصيات وشروط الظرفية الحالية ، والترافع عن الحسابات السياسية و " الصراعات القبائلية" اليسار في غنى عنها ، وتعاقد حقيقي على الإنطواء تحت المشروع المجتمعي والسياسي ، الذي يجب أن يلمس على أرض الواقع ، ليس مشروعا يسوق له في المؤتمرات والصالونات السياسية ..