adsense

2020/03/05 - 1:52 م


كريم باجو
.. مما لا شك فيه ان المجنون في المخيال الاجتماعي هو انسان فقد عقله ببساطة، لكن الغريب هنا هو اننا نجد المجنون، في كثير من الأحيان يقوم بتصرفات، لا يقومون بها الأسوياء، كمثلا يكون له مشروب او قطعة من الطعام، فيقدمه لحيوان، او انه فضل العيش على مخلفات أطعمة الأسوياء بدل ان يعيش كسارق، واذا ما عدنا الى من كان ينعث بأنه انزل الفلسفة من السماء افلاطون، نجد يدعو الى اعطاء الاهتمام للروح وجعلها تتخلص من الجسد وارهاقه عن طريق اهمال الجسد والتفكير، لدرجة انه يقول انه يفكر ليحيى ولا يحيى ليفكر، بل انه دعا الى انه كلما اهملت الجسد الا والروح او العقل الذهن حسب الكل وماذا يسميه طبقا لمرجعه، ينمو وينتج الأشياء العظام، ولعل لنا في دوتوفسكي الكاتب الروسي وأعظم عباقرة الأدب في القرنين الأخيرين، كان هو الآخر مريض بمرض (الصرع)، الذي يعرف طبيا بمرض الثنائي القطبي الذي يمس الجهار العصبي للشخص، والذي يلزم صاحبه المكوث في مستشفيات الامراض العقلية، هناك من قال من المفكرين ان المجنون استطاع ان يصل الى الحقيقة التي نحن عندنا الاسوياء مجردة ونسبية، وقد قمت ببحث ميداني، أخد مني أكثر من ثماني شهور حول اصل جنون بعض الناس، بالإضافة الى ان تطرقت الى كلمة الجنون واصلها، كمثلا في الأديان الجنون من الجن اي كائنات لا مرئية تتحكم في الانسان وفقا لمشيئتها، وصراحة وجدت ولازلت اجد صعوبة كبيرة في تحليل هذا المعطى من الجانب الديني نظرا لتشعب المسألة، وأخطر ما وجدت هو ارتباط بعض التصرفات الجنونية عند بعض العباقرة اللذين كان عندهم الأثر الواضح في العلوم وفي كل ما أنتجته البشرية، كعالم الإقتصاد والمتوفى مأخرا جون ناش، الرجل مكث عشر سنوات في مستشفى الامراض العقلية، لأنه كان وهو في الجامعة يقول ان  شخصا يسكن معه في منزله وفي الواقع لايوجد احد، وكان أعظم خبير في الرياضيات والاقتصاد، وفان كوخ الرسام العالمي الذي عاش ضنكا خطيرا في حياته، وألتوسير الذي قتل زوجته.
يتبع...