adsense

/www.alqalamlhor.com

2016/06/07 - 6:35 م



بقلم الأستاذ حميد طولست
أنتهز فرصة شهر رمضان المبارك لأرفع لكل أحبتي وأهلي وأقربائي وأصدقائي ومعارفي وجميع المسلمين ، أسمى آيات التهنئة والتبريك بمناسبة حلول شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ، وأطلب منهم جميعهم ،أن نغض الطرف عن سلبيات بعضنا ونتجاوزها ، ونبحث عن إيجابي منها ، ونبادر بكل خير ونفتح صفحة جديدة تنسينا خلافاتنا وأحقادنا وثاراتنا القديمة ، وندعوا للمحبة والسلام بيننا ، حتى يكون لصيامنا فعل وتأثير حي ، يربط بين فكرنا الديني وواقعنا الحياتي ، بكل معاني الحب والرحمة والإنسانية التي تجعل منا "إنساناً" بكل معنى الكلمة ، يتجنب الغلظة والظلم ، ويصل الرحم ، ويعفو عمن ظلمه ، وحتى لا يبقى صيامنا مجرد طقوس شكلية ، وحركات تعبدية  ميكانيكية ، لا تشبع عواطف روحية ، ولا تروي أحاسيس نفسية ، ولا تزرع في القلب حبا ، ولا تنشر في الكون جمالا ، بل تغشاه بالتوترات والمشاحنات والشجارات بدعوى العطش والجوع والتعب وأشياء أخرى تنسب للصيام ، وكأننا نحمِّل ربنا جمائل  صيامنا .
وبهذه المناسبة ، أسأل الله أن يُغير رمضان من سلوكاتنا المتناقضة مع الذات والواقع ، والمتناقضة بين الأفكار المعنوية والسلوكات المادية ، وألا يبقى بيننا أحد مزدوج الشخصية متناقضا مع ذاته ، فالشخصية المتناقضة لا تبني وطناً ولا انسانا  ، وأتوسل إليه أن تملأ الرحمة وحب الخير قلوبنا طيلة شهور السنة ، وليس في هذا الشهر وحده ، الذي يتحول مع الكثيرين إلى مجرد مهرجان سنوي شعبي أو موسم تراثي فلكلوري فقط ، حتى نرى الأغنياءنا يجوبون أزقة وشوارع مدننا باحثين عن الفقراء والجياع والعراة ، طيلة السنة ، كما يفعل بعضهم في شهر رمضان دون غيره من سهور السنة ، أو إبان الإنتخابات ، فتصدق فيهم القولة الشهيرة : "تبا لأمةٍ لا يهمها الجائع إلا في رمضان أو إذا كان ناخبا ، ولا العاري إلا إذا كانت امرأة".
ولا بأس من أن أذكر أحبتي وأهلي وأقربائي وأصدقائي ومعارفي وجميع المسلمين ، من خلال هذه التهنئة القلبية الحارة ، بأن رمضان بروحه الدينية السامية ، وبأسراره ومعانيه الإنسانية الجميلة ، ليس هو فقط هذا الشهر العابر، بل هو إمتداد لكل ذلك على بقية شهور العام ،
وأن أفضل الصيام هو صوم القلب عن كل حقد واستئصال وفساد ، وأن الصيام لا فائدة منه مالم يُعدِّل من سلوكنا ووعينا ، فكم منا صام عشرات الرمضانات ولم يجن من صيامه غير الجوع والعطش ، لأنه لم يجسد تقوى القلب التي هي ثمرة الصوم الحقيقي ، الذي يفقد "خيره" و"أثره" و"تأثيره" عندما لا يهتم فيه إلا  بالمباهاة والاستعراضات ومديح الناسوتحقيق الماكنة الاجتماعية .
وكل عام وانتم بخير أحبتي ، و كل عام والشعوب العربية بخير ، وكل عام والأمة اإسلامية بخير ، وكل عام والعالم كله بألف خير وأمن وحب وسلام ..