adsense

2022/05/21 - 12:21 م

بقلم عبدالحي الرايس

شعار المنتظم الدولي في اليوم العالمي للبيئة لسنة 2022

أعدادُنا مُتزايدة، وأرضُنا التي نحيا عليها واحدة

فكأننا في سفينة عائمة

نتعايشُ عليها، نَصُونُها من الْخُرُوق، فتُقاوم الأنواء، وتتهادى بنا نحْو بَرِّ الأمان

أو نتصارعُ فيها، ونُعَدِّدُ بها الثقوب فتغمرُها المياه، ويبتلعنا معها الطوفان

قَدَرُنا نحن بني الإنسان، أن نحيا على أرضٍ نَعْمُرُها، تجودُ علينا بخيراتها بَاطِنة وظاهرة.

وبِمُكْنتنا توظيفُ العلم والتقنية لنرفع الإنتاج، ونحميَ المنابع والبحار والأجواء، ونُحْسِنَ تدوير البقايا، ونُرَشِّدَ الاستهلاك

فقط يلزمُنا تشغيلُ العقل والإرادة، لنُحقق التكافل وننشر العدالة، وننأى عن كل ما يُسبب الحروب ويُلحق المهانة.

ولنتصور للحظةٍ أننا:

عَمَّمْنا اعتمادَ الطاقة النظيفة المتجددة في الْبَرِّ والبحر والجو، ووظفنا ما يُصْرَفُ لإنتاج السلاح في استصلاح الحقول وتأمين الغِذاء لسائر الشعوب، وسخَّرْنا الفن والإعلام لتثبيت القيم والسمو بالإنسان.

ألا يكون ذلك مدعاةً لإحلال التنافس في تعميم الخير ونشر ألوية السلام، محلَّ الإمعان في الحروب وإذكاء الصراع؟

لا نملك إلا أرضاً واحدة: واقعٌ لا يرتفع، والذي يجب رفعه، هو الهدرُ والتلويثُ والإتلاف، والحيفُ والجَوْر، والتناحرُ بين الشعوب، مما يتخلف عنه احترارُ الأرض، وتلويثُ الأجواء، وانقراضُ الكائنات، والتجويعُ والاعتلال، والتهجيرُ واللجوء والاحتماء.

نعم، بإرادة إنسانيةٍ واعيةٍ مُصمِّمَة يُمكننا معاً حماية الأرض وما عليها.

وفي سياق الواقع الإنساني الذي نُعايشُه ونُكابده بكل ما يتهدد الأرض وما عليها، قد يبدو ما أسلفنا ضرباً من الطوباوية والخيال.

ولكن الإنسان بما يمتلكه من عقل وإرادة، أثبت أن بمقدوره أن يأتي بالممكن من المحال.

وصدق عَزَّ من قائل: «إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد".