adsense

2022/05/17 - 1:18 م

لم تكن الخوذة والسترة الواقية التي طبعت عليها بحروف بارزة كلمة  "صحافة" و"PRSS"، رادعا أمام قوات الاحتلال، لتجعل صاحبتها أو صاحبها في مأمن من الاستهداف المباشر أو الرصاص "العشوائي".

لا مجال لتعدد الروايات والسناريوهات، فالسيناريو الوحيد والأوحد، أن قوات الغدر الصهيونية "اغتالت" شيرين أبو عاقلة خلال تغطيتها لأحداث اقتحام مخيم جنين.

ورغم كل تلك الأدلة الدامغة يسعى المحتل إلى خلط الأمور من خلال بيان لجيش الاحتلال، يقول فيه إن الصحفيين أُصيبوا خلال تبادل لإطلاق النيران بين عناصره وعناصر من المقاومة الفلسطينية.

رغم أن المنطقة التي أطلق فيها الرصاص كانت خالية تماماً من أي أحداث أو مظاهرات أو تجمعات.

شيرين ليست مراسلة تؤدي عملها مقابل راتب، شيرين قبضة من تراب الأرض المحتلة، شيرين  إعلامية وصاحبة قضية،  لا ترهبها رصاصات القتل عن اقتحام المناطق الخطرة لنقل الحقيقة، التي يريد العدو أن يئدها ويكتم أنفاسها، ويسمع صوته هو فقط، ولا يسمح لصوت الأنين والألم، أن يعلو فوق صوت التعتيم والتضليل، لقد أرادوا بالفعل إسكات صوت مفعم بالصدق والانتماء للأبد.

شيرين إعلامية من طينة الصحفي الذي يلتصق بالناس وهمومهم فيصبح عينهم ومرآتهم، ويتحمل في سبيل ذلك الحبس والمطاردة والقتل في آخر المطاف.

طريق طويل محفوف بالمخاطر والمطبات قطعته شيرين لتنقل حقيقة همجية قوات الاحتلال وجبروتهم،  وتقوم بعمل التقارير المميزة التي تكون فيها في مواجهة الموت، لكن جينات الشجاعة لم تمنعها يوماً من نقل الحقيقة.

من غزة الى جنين، من تقارير  نقل ملكيات المنازل بالقدس إلى أزمة حي الشيخ جراح إلى إلى... رسمت "أبو عاقلة" طريق عزة  زلزل كيان الاحتلال وسقط على رؤوسهم كحد السيف، فما فشل فيها السياسيون حققته حروف وكلمات.

عدو جبان ككيان الاحتلال الغاصب  يوزع القتل والاغتيال، ولا يفرق في هذا بين نسل فلسطين والقادم إليها لإيصال صوت أصحاب القضية،لا شيء يشفع لمن يحمل هوية فلسطين ولو بالهوى، بل تجعله الأقرب إلى مرمى الاستهداف.

ابراهيم فارح