adsense

2022/01/05 - 7:08 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

 أني -كما كتبت في مرات عديدة - لست من رواد كرة القدم ولا من عشاقها ، ورغم أني أعرف أن  كل الرياضات قد بُنيت على مبدأ "غالب ومغلوب رابح و خاسر"  التي يجب أن يتسم بها كل جمهور رياضي متخلق ويتقبل نتائجها بروح رياضية العالية ، فإن الاحساس بالإنتماء الذي يتغول بدواخل كل حساس مثلي، يجعلني أحس بالحزن عند إنهزام فريق الوداد الفاسي في أي مباراة ، وأشعر بالمهانة والذل إذا تعددت هزائمه وتوالي اندحاراته وتجاوزت كل حدود الإفلاسات المقبولة، وتخلف الحسرة بقلبي كما جميع محبيه من ساكنة فاس الجديد والولنوعي بكرة القدم حتى النخاع ، وعشاقها من باقي أحياء مدينة فاس وعبر الوطن، المهتمين بكرة القدم ومحبيها الذين يؤلمهم عجز فريقهم عن تجاوز نحسه المفتعل الذي لا يكاد يخرج من نحس حتى يلج نحسا أشد منه وأقسى وقعا ، ويغمرهم بالغضب والسخط والاستياء والتدمر، تبدل أحوال ما عرفه من الإفتخار ببريق نجوميته التي ملأت أرجاء الدنيا محليا وووطنيا ردحا من الزمان ، إلى الشفقة والإنتحاب على تحوله إلى محطة للتهكم والسخرية بعد فقده لبريقه ، وتبدل طعم مبرياتها، وفتور حماسته في إهداء جماهيره المتعة "الوافاوية "الخالصة.

فلا عجب في أن تستفز هذه الأوضاع الكروية المخزية التي عمت أصداء فضائحها الوطن وامتدت إلى خارج حدوده ، أعصاب جمهور "الواف" وتثير بداخوله الغضب والإستياء الذي أفقد جمعيات المجتمع المدني بفاس الصبر والتحلي بأخلاق الرياضة المتعارف عليها ، وتدفع ب18 جمعية منها  لإصدار بيانات استنكارية للرأي العام بالعاصمة العلمية كبادرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، تحت يافطة "معا من أجل الواف " مطالبة خلالها الرياضيين والمسؤولين والمنخرطين والمحبين ، بالتدخل لحل ما يتخبط فيه الفريق الفاس جديجي من أزماته المفتعلة التي وصل إستياء البعض منها إلى التفكير في مقاضاة كل من أساء للفريق وأوصوله إلى ما هو عليه وفيه من ذل ومهانة هذا السجل الكروي المشحون بالهزائم المرة والخيبات المقيتة، التي ،من المؤكد ، أنها لا ترجع لضعف النادي رياضيا و لا إلى ضعف موارده النقدية أو لقلة ممتلكاتها العقارية ،  -كما يجمع المتتبعون والمطلعون على ان البيت الداخلي لفريق لا يشكو بتاتا من أزمة مادية كما يردد الماسكون بزمام الأمور داخل الفريق- بقدر ما يرجع لإفتقار مسيريه للإرادة الجادة والمبادرة المتحفزة لتحقيق الوعود التي قطعوها على أنفسهم ، لأن الأمر لا يتعلق بأزمة نتائج، بل بعوامل بنيوية، تهم التدبير والحكامة، وغياب مشروع رياضي واعد ومنظم مرتبط بأهداف محددة تفضي لتحقيق آمال الجماهير في رؤية فريقهم بقسم الأضواء ، كما كان أحد ركائز البطولة الوطنية في قسمها الأول لحقب طويلة ، بدل تخبطه  في أسفل الترتيب، والذي لم يحدث من باب الصدفة ، ولكن -حسب بعض المعلقين المحتجين-  بسبب إشتغال الإدارة المشرفة ، بدون تخطيط، وبدون استراتيجية عمل، وبدون تفكير في آفاق المستقبل، ما كلف الفريق غاليا.

صدق من قال ، أنه ليس هناك ما هو أخطر على سلامة تسيير الأندية الرياضية من تحكم قليلي المعرفة ومنعدم الخبرة الجاهلين بقواعد الرياضة،  وخاصة كرة القدم ، والأخطر منه ، الولاء للمسيرين وكأن مستقبل الفريق  يتوقف عليهم ، كما يقال : أن لكل مهنة أو فن أو علم شروط صحة وشروط وجودة و أداء وممارسته ، إلا تسيير الأندية الرياضية تكاد تكون الوحيدة التي يلج ساحتها من هب وذب ، لانعدام المحاسبة ، كما هو المكتب المسير  -الذي أمضى على رأس الفريق سبع سنين عجاف- الذي لا يعيش أزمة نتائج، بل عوامل بنيوية تسييرية بالدرجة الأولى ، تهم التدبير والحكامة، وغياب مشروع رياضي واعد ومنظم مرتبط بأهداف محددة  تجعل الوافويين يتوجسون خيفة من المستقبل الغامض، الذي ينذر بانحدار فريقهم إلى هاوية قسم "الهواة"،

وأمام الوضعية الكارتية والمتأزمة التي أصبح يعيشها فريق الواف، والتي لا تبعث على الارتياح ، وفي غياب أي مؤشرات إيجابية توحي بالأمل والتفاؤل وتبشر ببقائه ضمن فرق قسم الوطني الثاني، لا يسعنا إلا أن نتابع بقلق شديد تطورات أوضاع فريقنا العتيد الوداد الرياضي الفاسي ، وندعوا الله أن يقدّر له من ينتشله من حاله المزري وينقاذه مما يواجهه من انزلاق خطير وانهيار مدمرة في مهاوي الإفلاس الكروي، وينهض بمستقبله ويعيد له بريقه ، إنه سميع مجيب..