adsense

2022/01/22 - 10:21 ص

بقلم عبد الحي الرايس

فئة بِرَفْع نسبة الضريبة يُطالبون، وآخرون عن أدائها يَمتنعون

تَحَرَّك الضمير الإنساني لدى أثرياء العالم ـ حتى من غير المتدينين ـ فأمْهروا عريضة تشكو المُهادنة، وتدعو إلى الانتصاف منهم لفائدة ذوي الخصاص والفاقة، تأميناً لقسطٍ من العدالة.

ولو استُجيب لهم لتحقق شيء من العدالة الإنسانية، ولتراجع منسوبُ المدِّ الصارخ بين ثراءٍ فاحش، وإملاقٍ فاضح.

وأحجم آخرون ـ وفيهم مُتديِّنون ـ عن مساندة قانون فرض الضريبة على الثروة، إشفاقاً على أرصدتهم ومُدَّخراتهم، من أن يَطُولَهَا الانتقاص، ومن حولهم محرومون من الجوع يتضوَّرون.

ولو أنهم أعملوا البصيرة لرأوا أنهم ـ مهما طال بهم الْأَمَد ـ ماضُون فَانُون، وفي أحد المُسْتقرَّيْن خالدُون

والحس الإنساني والوازع الديني يبعثان على التكافل مع المحتاجين، والتواجد مع المحرومين.

ومرجعيات من القرآن الكريم، الكتاب المنزل من السماء على النبي الأمين، تحُثُّ على الصدقة:

" وأنفِقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتيَ أحدَكم الموتُ فيقولَ رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكُنْ من الصالحين"، وتُوقظ الضمائر: «وفي أموالهم حقٌّ معلومٌ للسائل والمحروم"، وتُغري بالإحسان، وتُلْزِمُ بالزكاة: «وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة" كما تُنبِّه الضَّانّين، وتُحَذِّرُ المُقَتِّرِين: «والذين يكنزون الذهب والفضة ولا يُنفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم"

ولو أنهم حين يرحلون كانوا لِمَا يَدَّخرُون يَصْحَبُون، لكان لهم ما به يتعلَّلُون، أمَا والمَرْءُ يَمْضي وليس له معه إلا ما قدَّمَ وأسْلف، فمن الخَطَلِ وقِصَرِ النظر أن يُمْعِنَ في الإثراء، ومِنْ حوله خصاصٌ واحتياج، واختلالُ توازنٍ في المجال وفي الديار.

كم كان الأملُ كبيراً أن يكون أهلُ دِيارنا إلى الخير سبَّاقين، ولِلاَئحة الدَّاعين إلى رفع نسبة الضريبة على الثراء مُتصَدِّرين، أمَا وقد أخْلَفُوا الموعدَ مع المبادَرة، فلا أقلَّ من أن يصيروا بها مُلتحقِين، وبقانون فرض الضريبة على الثراء مُطالبين، وعليه مُصَوِّتين.