لم يكن الولد عبدو يعرف اي شيء يومها عن هذا المعهد،إنطلق مسرعا نحو المنزل و بيده بعض الأوراق ، لم تكن لذيه اي رغبة في الحديث مع اي شخص كان بعد يومه الشاق والطويل هذا، كانت وجهته الوحيذة هي المنزل ، بعد إلقاء التحية توجه نحو الحمام ثم مائذة الطعام ليتذوق شيئا مما طهت أمه للغذاء و بعدها أخد قسط من الراحة .
في وجبة العشاء أخد الولد يحدث أباه عن هذه المباراة محاولا إقناعه ان الجواب الذي كانت تنتظره العائلة منذ سنوات لربما بذأت بواذره في الوصول ، لكن الأب و كعادته لم يعره اي اهتمام و اكتفى بالصمت تاركا للولد حرية تحديد مسار مستقبله، و لان الأب يعي جيدا ان عبدو تجاوز سن الصبا، و هو اليوم رغم صغره يعلم جيدا ظروف العائلة و سيعرف كيفية تدبير اموره.
تسلل الولد لسطح المنزل و أخرج سيجارته التي كان يخفيها في جيبه و اشعلها في خفية وبدأ في التفكير بما سيؤول إليه مستقبله و ما يخفيه عليه القدر، تارة يخال نفسه ممرضا مزاولا بإحدى المستشفيات العمومية و تارة أخرى يخيل إليه ان مستقبله بعيد عن هذا المجال. بين هذا التصور و ذاك انتهت سيجارته ورجع يتسلل بالنزول إلى مكان نومه آملا في حلم جميل يختم به يومه الشاق هذا.
في الصباح الباكرقصد عبدوا ورشة عمله لسيتأذن معلمه في الغياب هذا اليوم، ثم توجه مباشرة إلى جمع الأوراق المتبقية لإكمال ملف ترشيحه قبل ان يستقل الحافلة رقم 20 متوجها إلى مستشفى ابن الخطيب (كوكار) معقل المعهد حيث سيعيش ذكريات ستضل محفورة في ذاكرته إلى الأبد .
بعد إتمام هذه المهمة رجع عبدو إلى منزله حاملا معه مجموعة من الاسئلة عن ماهية مستقبله ؟ وهل حقا كان إختياره صحيح كما يتصور؟...