بقلم الأستاذ
رضوان البقالي
منذ القدم
ارتبطت حياة الناس بالآلام كلما تعلق الأمر بماهو قديم وبالآمال بكل ما هو جديد
؛ومع توالي خيبات الأمل المتكررة تزداد التطلعات وتكبر الانتظارات ويبقى الزمن
السياسي هو المحدد لسرعة المستقبل وميلاده العسير ؛ومما لاشك فيه أن الانتظار يسبب
حالة من الرعب الداخلي والتوتر النفسي لدى الفرد والمجتمع على حد سواء ؛ومع السنة الجديدة
طبيعي جدا أن يكون للمغاربة تطلعات
وانتظارات مستقبلية ولو لسنة واحدة على
الأقل ؛فالأمس ليس هو اليوم وإن كان هو من
يحدد مساره ويعطيه قيمة أخلاقية كٱنعكاس جزئي لتموقعه السياسي ومنجزاته
داخل منظومة المجتمع ؛ لكن كما هو معروف لايمكن دراسة المستقبل دون تقييم الماضي و
الوقوف عن اختلالته بشكل دقيق ومعقلن يتيح فرصة إعادة مسار التطور إلى سكته
الصحيحة .
اليوم نحن أمام
وضع إجتماعي جد معقد وتتجلى تمظهراته في لهيب الأسعار المشتعلة و المدارس المغلوقة
والمستشفيات المشلولة وسياسة الأرض المحروقة؛ لكن الألم بدوره جزء من الحياة
العامة للناس ومواجهته تمكن من ضخ جزيئات الأمل في النفوس والقدرة على التحمل نحو
ضمان استمرارية العيش رغم الإكراهات وتنوع التحديات؛ وبالرغم مما خلفه العام
الماضي من نكسات على المستوى المعيشي للمواطنين وتردي منسوب حقوق الإنسان عن طريق
قمع الحريات العامة وتكميم الأفواه؛ إلا أن القادم من الايام قد يكون أكثر قسوة
خصوصا مع موجة الجفاف المتزايدة التي يواجهها المغرب و تعد من أعنف الأزمات في
القرن الحالي حسب تقدير الخبراء المختصين في الميدان؛ ناهيك عن الأزمة التعليمية
التي أصبحت تتصدر المشهد السياسي والاجتماعي والاعلامي في البلاد ؛كل هذه المؤشرات
تستلزم وجود إرادة سياسية قوية لتجاوز الوضع من جهة المسؤولين؛واكتساب مناعة
مجتمعية من طرف المواطنين لمواجهة المستقبل بإنتظارات قليلة وآمال كبيرة .