adsense

2023/02/02 - 10:42 ص

أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش متانة العلاقات المغربية الإسبانية، مبرزا أن البلدين وجدا دائما سبل تجاوز سوء الفهم بينهما.

جاء ذلك في كلمته أمس الأربعاء خلال المنتدى الاقتصادي المغربي- الإسباني، الذي ينعقد على هامش القمة رفيعة المستوى بين البلدين، حيث اعتبر أن اللقاء مناسبة لتعزيز ودعم الشراكات الاقتصادية بين المقاولات المغربية والإسبانية، وكذا تسريع وتيرة الاستثمار المشترك في القطاعات ذات الأولوية، في ظل الدينامية السياسية التي تشهدها العلاقات بين بلدينا الجارين والصديقين، واستنادا للمرجعية التاريخية والروابط الاستراتيجية التي تجمع بينهما.

واستحضر رئيس الحكومة أن العاصمة الاقتصادية لبلدنا، الدار البيضاء – “Casablanca”، تحمل إسما إسبانيا، وأن العاصمة الإدارية لإسبانيا، مدريد، تحمل إسما عربيا، كما أن 900 ألف مغربي ومغربية يعيشون اليوم بإسبانيا، ومضيق جبل طارق الذي يفصل بيننا لا يتعدى طوله 14 كيلومتر.

وتابع أخنوش، أن العلاقات التي تجمع بلدينا عميقة ووثيقة، كما أن المبادلات بيننا غنية وتتجدد باستمرار، وإن كانت هذه العلاقات قد عانت، في بعض الفترات، من سوء الفهم، فقد كنا دائما نجد السبل الكفيلة بتجاوز ذلك، حيث أدركنا، وعلى مر التاريخ، أننا نكون أكثر قوة، متى كنا مجتمعين.

وأعتبر رئيس الحكومة أن هذا الاجتماع رفيع المستوى، يشكل فرصة للوقوف على متانة العلاقات التي تجمع بين بلدينا في ضوء الرؤية السديدة لعاهلي البلدين، جلالة الملك محمد السادس وجلالة الملك فيليب السادس.

وأضاف: "وفي هذا الإطار، تعرف علاقاتنا الثنائية عهدا جديدا، في ظل دعم حكومتكم لخطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، حيث كانت لإسبانيا شجاعة الواقعية التاريخية وهو الأمر الذي لا يسعنا إلا أن نشيد بها عاليا، دولة وشعبا".

وقال أخنوش "يحق لنا أن نفخر بتعاوننا الأمني وفي مجال محاربة الإرهاب، ففي بداية شهر يناير من السنة الجارية، قامت قواتنا الخاصة من الجانبين بتفكيك خلية إرهابية بالمغرب وإسبانيا، وقد أدان المغرب بشدة الهجوم الإرهابي على كنيستين بالخزيرات، وبالمناسبة، اسمحوا لي أن أعبر لكم عن أصدق مشاعر التضامن والمواساة إزاء ضحايا هذا الحادث وعائلاتهم".

وأفاد رئيس الحكومة أن المغرب يبذل جهدا كبيرا في ضبط تدفق اللاجئين، وذلك في احترام تام للقيم الإنسانية، وللإشارة فقط، ففي سنة 2021، أسفرت المجهودات المبذولة عن منع 63,000 محاولة للهجرة غير الشرعية، كما مكنت من تفكيك 250 شبكة لتهريب المهاجرين.

وعلى المستوى الطاقي، أشار رئيس الحكومة إلى أن أنبوب الغاز المغاربي-الأوربي على مدى 25 سنة مكن من تزويد إسبانيا بالغاز مرورا بالمغرب، وبالنظر إلى المعطيات الجيوسياسية الحالية، فقد أظهر بلدينا حسا عاليا من التعاون والمرونة من خلال الإبقاء على هذا الخط وعكس تدفق الأنبوب من أجل تزويد المغرب بالغاز الطبيعي المسال عبر إسبانبا.

وأورد أخنوش أن متانة العلاقات بين بلدينا تستند إلى الدينامية الإيجابية التي تعرفها مبادلاتنا التجارية، مشيرا  إلى أن "إسبانيا اليوم هي أول شريك تجاري للمغرب على مستوى الصادرات والواردات معا، والمغرب هو ثالث شريك تجاري لإسبانيا من خارج الاتحاد الأوروبي بعد الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وأول وجهة للصادرات الإسبانية في إفريقيا والعالم العربي".

وأضاف أخنوش "والأهم من ذلك، أن هذه الدينامية في تصاعد مستمر، فقد بلغت قيمة مبادلاتنا التجارية 17 مليار أورو سنة 2021، فيما عرفت في التسعة أشهر الأولى من سنة 2022 ارتفاعا بنسبة 21%، وعلى مدى عقد من الزمن، ارتفعت قيمة مبادلاتنا التجارية بنسبة 8% سنويا كمعدل، وتشكل حاليا خمس المبادلات التجارية للمغرب مع باقي دول العالم".

وأكد أخنوش أن سنة 2019، كسنة مرجعية قبل أزمة كوفيد-19، عرفت إحداث حوالي 700 مقاولة ذات رأسمال إسباني بالمغرب، كما أن أكثر من 20,000 شركة إسبانية تصدر منتوجاتها وخدماتها نحو المغرب، وهو دليل آخر على أن طبيعة مبادلاتنا تزداد غنى وتنوعا.

كما أن حجم الاستثمارات الإسبانية بالمغرب، وفق كلمة رئيس الحكومة، في تزايد مستمر، وهو ما يظهر من خلال حجم الاستثمار الأجنبي المباشر الذي يضع إسبانيا كثالث مستثمر أجنبي بالمغرب.

وبهذا الخصوص، فإن هامش التطور يبقى مهما، سواء تعلق الأمر بالطاقة، بالمواصلات، بالسياحة أو بالصناعة، لا سيما في ضوء النظام التحفيزي الذي جاء به ميثاق الاستثمار الجديد.