adsense

2023/02/06 - 9:33 ص

بقلم الأستاذ حميد طولست

مهما اختلفت الانطباعات الجماهيرية ومهما تباينت التقيمات حول حفل افتتاح العرس المونديالي لكأس العالم للأندية المقام بملعب طنجة الكبير ابن بطوطة، فإنه يبقى –رغم قصرمدته- حفلا رائعا يليق بمنافسة من حجم كأس العالم للأندية ،  كما صرح (فيفا) بذلك عبر مواقعه على التواصل الاجتماعي والتي عبر خلالها عن انبهاره بروعة الحفل الآئقة التي جعلته يعرف أكبر نسبـة مشاهدة في تاريـخ المسابقة ، والتي بلغت 509  مليـون مشاهدة - حسـب الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي ، وعلى رأسها منصة "شـاهد" والقنوات السعـودية الرياضية SSC- المشاهدات الكثيرة والوفيرة التي لم تكن نتيجة اعتماد المنظمين على آخر الصيحات التيكنولوجية في تصميم فقرات الحفل بشكل احترافي غاية في الدقة المضاهية لما شهدناه في مونديال قطر، كما أنه لم يكن بسبب الحضور المتميز للعديد من الشخصيات الرياضية الشهيرة، والتي كان من بينهم على سبيل المثال لا الحصر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، ورئيس الاتحاد القبائلي لكرة القدم أكسيل بلعباسي، كما لم يكن وراء تلك الروعة ما تضمنه الحفل الافتتاحي من لمسات فنية جميلة ومشاهد متعددة ومتنوعة مستلهمة من مختلف الفنون المغربية وألوانه الموسيقية التي رسمت التراث المغربي وتنوعه الثقافي والفني ، من قبيل عيساوة، وصحراوة، والركادة، وعبيدات الرمى، وگناوة، والدقة المراكشية، وأحواش ، وغيرها من الرقصات الفلكلورية البسيطة المتجذر في تاريخ  وربوع المملكة منذ قرون، من طنجة شمالا إلى الكويرة جنوبا و وجدة شرقا؛ بقدر ما كان وراء زخم روعة ذلك الاحتفال المغربي الصرف الذي أثار إعجاب عدد كبير من الشخصيات الهامة والشهيرة في عالم كرة القدم العالمية ، إن الذي كان بحق وراء كل ذلك ،هو استحضار المنظمين لملحمة أسود الأطلس بمونديال قطر، والفرحة الشعبية التي غمروا بها الشعب المغربي والعالم ، والتي لم يفوت المنظمون فرصة التذكير بها من خلال تكريم عرابها الناخب الوطني وليد الركراكي ، الذي شكل ظهوره على منصة العرض مفاجأة الحفل المبهرة بامتياز ، والتي جعلت الحضور الغفير يتفاعل بحماس منقطع النظير مع سحرية عبارات "ديرو النية"و"تضرب الپوطو وتخرج" "سير.. سير.. سير"، الشعار الشهير الذي ركز عليه في كلمته البسيطة والموجزة  التي خصص جزء منها لمبادرته التكريمية غير المسبوقة والنابعة من عراقة ثقافة مجتمعه المغربي وقيمه الاجتماعية والدينية ، والتي خص بها أبرز لاعبي الساحرة المستديرة في التاريخ "بيليه" أسطورة كرة القدم البرازيلية والعالمية ، الحركة الانسانية المتميزة التي لقيت صدقيتها رواجاً كبيراً، وجعلها تخطف الإشعاع المحلي والدولي - على مختلف مستوياته الثقافية والدبلوماسية و السياحية - وتمكن المغرب من احتلال الرتبة الأولى في البحث على مستوى غوغل ، ليصبح ترندا متفردا على مواقع التواصل الاجتماعي عامة ، و الصحافة البرازيلية على وجه الخصوص – كقناة CNN Brasil والموقع والإخباري ESPN Brasil  و UOL -التي أشادت غالبيتها  بالتكريم الرائع غير المنتظر بأيقونة كرة القدم البرازيلية "بيليه" الذي توسطت صورته الملعب ،وهو يعانق جيرزينيو بعد تسجيل الهدف في نهائي كأس العالم 1970 ، وبذلك يكون منظمو الحفل قد حققوا نجاحا لهذا الوطن كان له ما قبله وسيكون له ما بعده..