adsense

2021/06/17 - 10:27 م

 بقلم حورية اقريمع

...وجاء اليوم الموعود وهاهي ذي نجوى تحزم حقائبها للسفر إلى العاصمة...كانت شاردة الذهن عندما دخل عليها ابن عمها عمر - كان طالبا بكلية الشريعة - اقترب منها فوجدها منكبة على حقيبتها اليدوية. أحست بوجوده...رفعت رأسها ببطئ ...كانت عيناها مغرورقتان بالدموع...جلس دون اسئتذان على الأريكة ...تنهد بعمق...ثم ألقى بنظرة منكسرة إليها.. وقال مخاطبا:

- ستذهبين يا نجوى وتتركينني وحدي أعاني الأمرين...

- لا عليك يا عمر...سأعود كلما سنحت لي الفرصة بذلك...

- سترحلين إلى العاصمة إذن...العاصمة ليست مثل " الدوار" يا نجوى...إنه عالم آخر بكل ما تحمله الكلمة من معنى...

فليكن همك الوحيد هو التحصيل العلمي أختي...ابتعدي قدر الامكان عن الرفيقات...وإن تعذر اختاري واحدة أو إثنتين على الأكثر.. تمسكي بحبل الله ففيه الأنس والنجاة....

والآن رافقتك السلامة فإن عمك ينتظرك بالخارج على أحر من الجمر...

نادتها أمها : هيا يا نجوى فعمك ينتظرك منذ مدة...لقد أحضر سيارة " مقدم الدوار" هيا أسرعي يا ابنتي...- كانت الحاجة عائشة غارقة في دموعها هي الأخرى- وما إن رأت نجوى تنزل الدرج حتى كفكفت أدمعها...

جاءها صوت نجوى: دعواتك يا أمي...سأشتاق لك كثييرا حبيبتي...تبادلا العناق بحرارة...

رفعت الحاجة " عائشة " أكفها للسماء قائلة : " أسأل الله تعالى أن ينير طريقك وييسر أمرك "

حفظك الله يا ابنتي العزيزة ..

ركبت السيارة رفقة عمها ومقدم الدوار كانت السيارة تطوي الأرض طيا بسرعتها اللامتناهية ...لقد نامت معظم الطريق فقد كانت الرحلة صعبة وشاقة عليها ...حتى جاءها صوت عمها: " انهضي يا نجوى لقد وصلنا" أخرجت حقائبها من السيارة ودعت عمها وشكرت مقدم الدوار على صنيعه معها...ودخلت الحي الجامعي...كان اليوم يوم الأحد...والحي خال إلا من الحارس...ألقت السلام بكل أدب..ثم سألته عن غرفة " أ" أشار لها بكلتا يديه أنها في الطابق الثاني عمارة " B" ....

أخيرا وصلت يا نجوى...ركنت حقائبها داخل صوان تلك الغرفة اليتيمة...خرجت لتستنشق الهواء وتستطلع المكان حتى قادتها قدماها إلى كرسي بحديقة الحي تحت شجرة الأرز الشامخة..

....يتبع...