adsense

2020/09/11 - 10:05 م

بقلم عبد الحي الر ايس

كان الله في عَوْنِ مُدَبـِّرِي بَلَدٍ يَسُودُ فيه الجهلُ وتسْتبدُّ به الفاقة، فإذا لم يقتلهُ الوباءُ أماته الجوعُ والخصَاصَة.

فيظلُّ التأرْجُحُ بين حَجْرٍ وإطلاق، بين وقايةٍ وتفشي وبَاء، وبذلك يَحْصُدُ البلدُ في زمن الجائحة ما زرعه في سنواتٍ سابِقاتٍ من التغافل والإغفال.

تدبيرُ الأزمةِ يقتضي تعميمَ الأقنعة ووسائلَ الوقاية، وجعلَها في مُتناول طالبها بالمجَّان مُوازاة مع حملات التوعية وأحاديث الإعلام، فإن انضبط فبها، وإلا طُبِّقت عليه المؤاخذة.

ويقتضي فيما يقتضيه فسْحَ المجال للعمل والإنتاج، فَبِهِ يُسَدُّ الْخَصَاصُ وتدُورُ عجلة الاقتصاد.

وقبل هذا وذاك الإعلان عن تعبئة عامة للإجهاز على الأمية، وتسريع التغطية الاجتماعية، وإطلاق مشاريع التنمية الشاملة.

فالبلدُ لا يُبْنَى بالوُعُود والأماني، ولا بِتَرَقـُّبِ ما ياتي ولا ياتي، إنما بالرُّؤية المُتبصرة، والقرارات الحكيمة، والكفاءات المُنتجة، والسواعد القوية، وببعث الروح الوطنية العالية تـُنْعِشُ الآمال، وتَبُثَّ الحماس، وتحفز على مضاعفة الإنتاج

ثلثا قرْنٍ من الزمان مَرَّا على الاستقلال، يُلْزِمان بِوِقفةٍ للتقييم والاعتبار

أُمَمٌ أخرى كنا نتندَّرُ بها ونَنْظرُ إليها نظرة إشْفاقٍ وَرِثاء، تجاوزْتْنا وكسبَتِ الرِّهانَ تلو الرهان، وصارتْ تُطِلُّ علينا من علياء.

وحالُنا، ومُعْطياتُ العديد من المرافق عندنا تَجْبَهُنَا بواقعٍ يَصْدِمُنا، ويُدْرِجُنا عند أسفل مراتب النماء.

فيا أُمَّةً لها من رصيدِ الْمَجْد ما يُقوِّيها، ومن مَوارِدِ الخير ما يُغْنيها، ارْفعي التحدي، وأطلقي رهانات النماء وتصحيح المسار، إنكِ قادرةٌ على طيِّ المسافاتِ وحرْقِ المراحل إن تحرَّرَتْ عندكِ الإرادة، وصدق لديْكِ العزمُ بكل اعتدادٍ وإيمان.