adsense

2020/09/20 - 1:17 م

بقلم عبد الحي الرايس

يَصِلُ بين المدينة الجديدة والعتيقة، هو حالياً مُوحِشٌ غيرُ آمن، تُطل منه على الوادي، ويسيرُ موازياً لغابة ظهر المهراز، يَنْطلقُ من اللواجريين لِيُسْلِمَك إلى باب الجديد ومدخل الرصيف.

تُجِيلـُهُ في خاطرك، فيتراءى لك وقد هُيـِّئتْ جنباته على نحو يوفر مجالا للتنقل والتنزه والاستمتاع بفضاءات تزدان بالأشجار والأزهار، تؤثثها تجهيزات رياضية وترفيهية، ومسالكُ للدراجات وألعابٌ للأطفال، فتُشِيعُ الطمانينة، وتُغري بالتنقل والتَّجوال، وتصيرُ مكسباً لفاس، وباعثاً على تنشيط السياحة بها والصناعة والاقتصاد.

المشروع ليس حلماً بعيدَ الْمَنال، فهو مَسْبُوقٌ بتهيئة شاطئ سيدي مُوسَى بِسَلا، وبمواقعَ أخرى بالرباط وطنجة وغيرهما، كانت مُوحِشة مَهْجورة، فصارتْ مطروقة مقصودة، وفي الآن ذاته لن يكون بالأمر اليسير.

ولكنه فرصة لتجربةٍ تُفَعَّلُ فيها الحكامة والشراكة، فيحظى الاقتراح بَدْءاً لدى أصحاب القرار بالاستيعاب والاقتناع، وبالدراسة والتصميم، ثم بتحديد الأشطر ومتطلبات الإنجاز، لينخرط مُدَبِّرُو المدينة بالإمكانات المتوفرة، والمستثمرُونَ فيها والغيورون عليها بالإسهاماتِ الداعمة.

ومتى تحقق المشروع، صار مَعْلمَةً من مَعالِم فاس، وشاهِداً على إمكانية نقل الحلم المأمول إلى الواقع المشهود.

في خمسينيات القرن الماضي كان مَدُّ الطريق المزدوج بين ساحة المقاومة وباب فتوح يبدو أمراً عسير المنال، ولكنه صار واقعاً وحقيقة بهمة الرجال.

وفي مطلع الألفية الثالثة، وبالكفاءاتِ والخبرات والتقنيات الْمُتوفرَة، لنا أن نُراهن على إنجاح مشروع المسار الترفيهي بين المدينتين الجديدة والعتيقة إذا توفرت العزيمة، وتحرَّرَتِ الإرادة.