adsense

2020/09/15 - 12:22 ص


 بقلم عبد الحي الرايس
حكاية عدنان، مأساة ستتناقلها الأجيال، ترويها للاعتبار في كل زمان

سأله الغريبُ دَلَّهُ على عنوان، سايرَهُ باعتداد، إلى أن انحرف به عن المسار ليُدخلَهُ البيتَ ويُباغتَه بالْعُدوان.

ذُهِلَ الصبيُّ، وقاومَ الغريبَ الذي تحوَّل إلى شيطانٍ سَفَّاح، كَتَمَ أنفاسَه، واستباحَ عِرضَه، وسلبه حق الحياة.

جُنَّ جنونُ الأهل والأصحاب بحثاً عن الصبي عدنان، إلى أن تم العثور عليه دفيناً مُقطَّعَ الأوْصال.

وتنادى القومُ لتنفيذ العقاب تطبيقاً لأمْر الله:"ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"، فالظاهرة تفاقمت، تكررتْ منها الحالات وتعدَّدَتْ، ووجبَ إقامة الحَدِّ وتنفيذُ العقاب، حتى يَرْدعَ الغيْرَ عن الاستهانة بالطفولة والتجاسُر على الإمعان في الاغتصاب والعُدوان.

وانْبَرَى مَنْ يُسَفِّهُ رأيَ الناس، ويتهمُهُم بالعُدْوانية ورُوح الانتقام، ويدعُو إلى مواجهة الظاهرة بما تُمليه حقوقُ الإنسان، فالمُعتدِي عنده إنسانٌ مريضٌ تُدرَسُ حالتُه ويخضَعُ للعلاج.

عدنانُ اختفى وأصبح في خبر كان، صُودرت منه البراءة وأحلامُ الصِّبا وحق الحياة، وخلَّف وراءه أسرة مكلومة صريعة المفاجأة والعدوان.

وبات على المُجتمع أن يُسائلَ ضميرَه، ويُراجعَ شرائعَه.

قوانينُ تُسْتحدَث، تُسَنُّ، يُصادَقُ عليها في زمن قياسي وتفَعَّل، وأخرى مَرَّتْ عليها العقود، تستهينُ بالجُرْم المشهُود، ويُلتمَسُ عند تطبيقها تخفيفُ الحُكم ومُراعاةُ الظروف.

ويبقى على الآباء أن يرفعوا درجة الاهتمام بالأبناء، فيُحصِّنوهم تُجاه التغرير والاستدراج، وعلى المجتمع أن ينشر المكتبات تغري بالقراءة وتشحذ الذكاء،  ويُعدِّدَ حدائق الأطفال، ويُوفرَ فضاءاتٍ محروسة تُؤمِّنُ حماية الصغار، ويُضفي على الطفولة حُرمة لا تطولُها أيادي العُدوان.