adsense

2020/03/21 - 7:20 م


بقلم حميد طولست
الإنسان هو الإنسان مهما اختلفت اجناسه وتعددت فصائله وتباينت ألوانه ، فهو هو على ما جبل عليه من خير أو شر، اذا مسه شر جزع واذا مسه خير منع ، لشدة حبه لذاته وتعلقه بأشيائه ، ولا أحد يمكنه تغيير من ذلك شيئا ، إلا هو نفسه إذا ما واستعمل عقله ، وملك زمام أمره ،ووطد عزمه وإرادته على والتضحية من أجل مصلحة ناسه ووطنه ، واجترح المبادرات الشجاعة ، واقترف التدبير والإجراء الجريئة ، وسن القرارات السديدة كتلك التي اتخذها ملك البلاد محمد السادس في غمرة معاناة المغاربة مع فيروس كورونا ، وتزايد عدد مصابيه ، وارتفاع منسوب مشاعر الخوف والألم والحزن لديهم ، بخلق صندوق تضامني لتدبير تداعيات الجائحة ومواجهته والتحكم في انتشاره واستشراف فترة ما بعده اقتصاديا واجتماعيا وثقافية لكل ابناء الوطن، والذي لا يواجه بالخرافة والدجل والتنجيم ونظريات المؤامرة ، ولا حتى بالدعاء والصلاة (لا فرادى ولا جماعات) وانما يواجه بقيم التكافل والتضامن والتضحية وغيرها من القيم الإنسانية الكونية ، المحافظة على مصلحة الوطن ، وتدعم وأبناءه من الأسر المعوزة والمتضررين ، ولتجاوز تداعيات هذه المحنة ، التي فتقت عبقرية جلالته -كما عودنا- على إحداث الصندوق التضامني ، والتبرع له بمبلغ مائتي مليار سنتيم ؛ المبادرة الجليلة التي كتفت وثيرة المبادرات التطوعية الفردية والجماعية ، ورفعت عدد الداعمين من الشخصيات وكبار الدولة  وبمبالع مالية كبيرة ، وانعشت ، وبشكل ملفت، خصال التكافل والتضامن الطبيعية فيهم ، وسرعت انخراط فئات عريضة من الطبقة الشعبية ، ورفعت أسهم تدخلات عدد كبير من المغاربة في الورش الملكي التضامني الكبير، ونوعت مساهمتهم فيه -كل حسب طاقته وقدراته- من خلال حملات تضامنية واسعة الانتشار، أعلنوا عنها عبر تدويناتهم على مواقع الواصل الاجتماعية ، تحت شعار "خليك فدارك وانا نجبليك سخرتك حتى باب دارك بالمجان" والتي تحمل كل معاني العطف والرأفة والرحمة بالمريض والمسن والفقير والمسكين ، البعيدة عن انتهازية الانتهازيين ، وتطفل الطفيليين ، وانتفاع المنتفعين، وفساد الفاسدين ، الذين ما أن سمعوا برنين التبرعات المتساقطة في الصندوق الملكي ، حتى سال لعابهم على ملاييره المغرية ، يريدون التهامها كعهدهم بصناديق البلاد وخزائنها ، على حساب الفئات الهشة ذات الدخل المحدود أو التي لا دخل لها ، وماأكثرهم في بلادنا ، وضدا في الغاية النبيلة التي رمى إليها الملك البلاد من خلال مبادرته الكريمة التي تروم إنقاذ المنظومة الصحية والتخفيف على أعباء القطاعات الحيوية الاقتصادية والاجتماعية على مختلف الأصعدة ، والغاية التي اقتدى بها مجموعة من الشباب بحي "بودراع بخنيفرة" حين قاموا بتوزيع ثلاثين قفة للمواد الغذائية الضرورية على العديد من الاسر التي تعيش حالة اجتماعية صعبة، وكتطوع سائق طاكسي ليلي بتطوان لمساعدة مسن أو مريض او من مناعته واحضار ما يحتاجون اليه من دواء او تقضية و بالمجان ، وكمبادرة الشاب الذي وضع نفسه وجراره الفلاحي ومضخاته رهن الاستعداد للمساعدة في تعقيم شوارع سيدي بوزيد مجانا، الأمر نفسه الذي فعله عدد من الفلاحة الذين يمتلكون التجهيزات المستعملة في مدوات الخضروات الى تقديم العون للسلطات بالتطوع لتعقيم المدارس او المستشفيات او الادارات، واختم بمبادرة صاحب (تريبورتور) الذي وضع هو الآخر نفسه ودراجته تحت تصرف ساكنة ليساسفة لنقل ازبالهم ، والذي دعاهم :" خليك فدارك وانا نجي نخرج ليك الزبل من دارك حمي راسك وولادك، احبكم في ..  وغير ذلك من المبادرات التآزر والتضامن التي أقدم عليها رجل الشارع المغربي والتي باتت مفروضة وواجبة في الأزمات بنص الدستور.