adsense

2020/03/15 - 9:43 م

قد تستغرق وقتا ليس باليسير حتى تتمكن من الدخول إلى مركز تجاري أو محل للتبضع، تنتابك الدهشة ولا تجد تفسيرا أو سببا  لكثرة الزبائن… الكل يشتري وبكميات كثيرة والكل يتزاحم وكأنه آخر يوم للتسوق… هكذا هم مغاربة هذا الزمان يشتكون من الأسعار، لكنهم يشترون وبالجملة.
هذا الصباح بأحد المراكز التجارية، من أمام صندوق الأداء كان رجل يضع على عربته سلعا، عربته تلك كانت تشبه  محلا من محلات البيع بالتقسيط في الأحياء الصغيرة، حتى بعض المواد المتوفرة طول السنة بالمحلات التجارية أخذ منها ما يزيد عن حاجة عائلة من طينة عائلات الأجداد التي كان يصل تعدادها إلى ما فوق العشرة، فيما كانت زوجته تجر عربة أخرى حملت كل أنواع السلع التي تعبأ في علب بلاستيكية من الحجم الكبير.
وأنا أتلصص على قيمة الفواتير أمام نقاط الدفع، لاحظت أن كل مواطن كان يدفع مبالغ مالية تتجاوز ما اعتادت عليه الأسر خصوصا ونحن بمنتصف الشهر، للمواد الغذائية فقط دون لحم أو دجاج، والغريب في الأمر أن هؤلاء المغاربة أصبحوا يقتنون حتى الخضار المجمدة.
كل المتاجر الكبرى المنتشرة في مختلف مدن المغرب، تشهد تدفقا رهيبا، يؤكد غياب ثقافة الاستهلاك لدى هذا الشعب، والمواطن هو من يتحمل مسؤولية ارتفاع الأسعار، لأنه أول من أصاب في مقتل قاعدة العرض والطلب وضرب بها عرض الحائط .
غريب أمر هذا المواطن إلى عهد قريب كانت شكواهم من ارتفاع الأسعار تبلغ عنان السماء، لكنهم اليوم بقدرة قادر أصبحوا يقبلون على أي شيء تلمحه عيونهم، والغريب أكثر، أنهم يشترون بكميات وافرة في منتصف الشهر، فالخوف واللهفة قادت بعضهم إلى اقتناء مواد غذائية بالجملة، مثل الدقيق والزيت والسكر والمعجنات والدجاج والأجبان،.
تزداد غرابة من أمر بعضهم وهم يقتنون مواد غذائية قليلة الاستهلاك على غرار شراء السمك المجمد بمختلف أنواعه بما فيه المعلب. كما تحول كل ما يعرض في الأسواق والمراكز التجارية إلى مادة قابلة للإقتناء، فإلى وقت قريب كان معظم المغاربة يمتنعون عن شراء الخضار المجمدة  والمعلبة، لكنها اليوم أصبحت مادة قابلة للشراء وللادخار.
كل من أتحدث إليه يخبرني  أن لهفة المغاربة على التسوق والاقتناء هي سبب ارتفاع الأسعار، والكل يصل إلى خلاصة مفادها أن المغاربة لا يزالون يعيشون بعقلية زمن الندرة والقلة  في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، لهذا ينكبون على شراء مختلف المستلزمات خوفا من نفادها، فهم لا يثقون في بقائها في السوق
الكل متفق على هذا  ولكن دعوني أتساءل من هؤلاء القوم أهم منا ونحن منهم أم هم فضائيون من كواكب أخرى!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟
ابراهيم فارح