adsense

2020/02/05 - 9:00 ص


بقلم الكاتبه والباحثه في الفلسفه.. ابتهال عبدالوهاب
لا ادري كيف لدين او فكر يحترم نفسه ويريد من الاخرين احترامه بل واتباعه على اساس انه دين الحق.. يبني مشروعيته واثباته ودلائل صحته على مصائب الناس وكوارثهم  ويعتبر ان الفتك بالناس هي عدالة الله  ... والحقيقة هذه رؤية اقل ما يقال عنها انها متخلفة ومتطرفة وعنصرية واجرامية  .. فمهما كان طغيان الاخر واجرامه ان كان مايشاع عنه صحيح فهو يمثل نفسه ورؤيته  ... وبالمقابل عندما ندعي اننا دين حق وسلام وتسامح علينا ان نعكس هذه الرؤية في تعاملاتنا ونظرتنا للأخرين  فلا نتعامل معهم برؤيتهم هم بل برؤيتنا نحن ان كنا كذلك  ... وألا فما معنى سخريتنا وتشفينا بالناس الابرياء في الصين للوباء الذي اصابهم وهم اناس  لا حول لهم ولا قوة  .. وان كان ما يحصل للمسلمين هناك ظلم فالظلم لا يعالج بالظلم  .. ولو كانت الدول الاسلامية الغنية حريصة على المسلمين لاحتوتهم  وجنبتهم الظلم والاضطهاد ولكن من اين لها ذلك وهي تضطهد شعوبها وتصادر حرياتهم .. اما ان تتفرج عليهم وتنتظر ان يحل غضب الله عليهم لتتشفى بهم فذلك منطق العاجزين   .. لانه لا يوجد منطق انساني اي كان مصدره يعاقب البريء بذنب المسيء فكيف نتصور بعقولنا المريضة ان يكون منطق الله هكذا  .. واي دين او كتاب يفرض هذا المنطق فهو باطل لانه يتعارض مع منطق العدالة الانسانية والسماوية  ..
ثم من قال ان المسلمين بمعزل عن هذا الوباء ؟؟
لذلك اذا كنت تحمل دين تعتقد انه نزل من الله ليهدي الناس اجمعين  فعليك اولا ان تعكس به ومن خلاله رقي اخلاقك وانسانيتك  .. وتعلم من غاندي الهندوسي كيف ارتقى بشعبه عن طريق مبدأ اللاعنف وتحمل وشعبه كل اشكال القمع ليحرر شعبه ويثبت ان القوة ليست بالانتقام بل بالصبر والسلام  .. وتعلم من ماندلا كيف روض نفسه وعلمها ان تحب قاتليه واثبت ان القوة بالتسامح والعفو والحب وليست بالكراهية والانتقام   ... فمتى نتعلم  لنرتقي بانفسنا وبرؤيتنا وبفكرنا وبمعتقداتنا ؟؟؟