adsense

2020/02/17 - 6:15 م


بقلم عبد الحي الرايس
لَكِنْ ، بمبادراتٍ ملمُوسَة، تُفَعِّلُ الْمُخَطَّطَاتِ المكتُوبَة.
كم هو رائعٌ أنْ ينبعِثَ اجتماعُ اللِّجَانِ الجهوية بمناسبة تخليد اليوم الوطني للسلامة الطرقية، وأنْ يكونَ التوجيهُ إلى تَكْرارِهِ خلال السنة، انشغالاً بهاجس السلامة، وتفعيلاً لمبادراتِ الوقاية.
فبِوَتِيرَةِ ما قبلَ إستراتيجية 2004 - 2013 كانتْ نسبةُ الحوادثِ والضحايا مرشحةً لِتَوَاصُلِ الارتفاع، وكانتِ الْمُرَاهَنَةُ على تحويلِ الْوَتِيرةِ من تَصَاعُدٍ إلى تنازل، ولَكِنَّنَا خلالَ أكْثَرَ من عَشْرِ سنوات لَمْ نَكْسَبْ غيرَ نَوْعٍ من الاستقرار، لِأنَّ التركيزَ كان على تَقْوِيمِ السُّلُوك، دون دَعْمِهِ بِتَكْيِيفِ فضاءاتِ المرور.
جديدُ الْمَرْحَلة: إستراتيجية 2017 - 2026 التي تُرَاهِنُ على النُّزُولِ بأَعْدَادِ الحوادثِ والضحايا إلى 50./. في أفق 2026
ولنا أنْ نُؤَكِّدَ جازمين بأَنَّ بإمكاننا كَسْبَ الرِّهانِ وأكثر، شَرِيطَةَ تَسْرِيعِ الِانْتِقَالِ منَ الْمُخَطَّطَاتِ المكتوبة إلى المبادراتِ الملموسة التي تحترمُ معاييرَ السلامة، وتُوَفِّرُ شروطَ الوقاية، والتي منها:
- توفيرُ الْأَرْصِفَةِ الْمُحَرَّرَةِ الجيِّدة، حتى تكونَ مَلَاذَاتٍ آمِنَة.
- إبْرازُ ممراتِ الراجلين، وحَمْلهم على استعمالها، وإلزامُ السائقين باحترامها.
- إِدْمَاجُ إشارةِ  الْعَدِّ التّنازُلي في أعْمِدَةِ الْإشاراتِ الضوئِيَّة، حتى تكون مُسْعِفَةً في التَّهَيُّؤِ لِلِانْطِلَاقِ أو الوقوف.
- تعميمُ الولوجيات في الملتقيات، ونحو مختلف الْمَرَافِق، تَيْسِيراً لتَنَقُّلِ الْمُعاق، والمسافرِ بحقيبةٍ مُثْقَلَةٍ، والْأُمِّ بمدفوعةِ الْأَطْفال، وَعَمَلاً بمقولَةِ:"الْمُعَاق في مجالٍ مَوْلُوجٍ يكونُ سَلِيماً، والسَّلِيمُ في مجالٍ غيرِ مَوْلُوجٍ يَصِيرُ مُعَاقاً".
- تَعْدَادُ مَرَاكِنَ للسيارات تحت أرْضية وعلى أكثر من مستوى، وتخصيصُ جنباتِ الطريق لمسالكَ معزولةٍ للدراجات لا لوقوف السيارات.
- تأْهِيلُ النقل الحضري بالمدن، والْعُمُومِي الرابط بينها، حتى يصيرَ مُغْرِياً بالاستعمال، مُزَهِّداً فيما سِوَاه.
- تعميمُ المراقبة الْآلية، وتفعيلُ المنظومة الْإلكترونية، تَيْسِيراً لِلْإِشْعَارِ بالْمُخَالَفَة، وأدائها في ظروفٍ تَحْفَظُ الكرامة.
- تأمينُ الْإغاثة الْفَوْرِيَّة بالتجهيزاتِ الْمُتَطَوِّرَة، والْأَطْقُمِ الطبيةِ الْمُؤَهَّلَة.
- تَجاوُزُ النمطيةِ في تهْيئةِ الفضاء الطرقي إلى الْأَخْذِ بمعاييرِ السلامة، وشروطِ الْوِقَاية.
ويظلُّ دَوْرُ التحسيس والتربية على السلوكاتِ الْقَوِيمَةِ، والعاداتِ الحميدة مسْؤو لِيَّةَ الجميع: بَدْءاً بالبيت والمدرسة، وانْتِهَاءً بباقي مكوِّناتِ مُجْتَمَعٍ يَطْمَحُ إلى التغيير والإصلاح، وينبغي أن تَحُلَّ فيه القدوةُ والمثال  مَحَلَّ الخطابِ والشعار.