adsense

2020/02/17 - 6:03 م


تعتبر الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية القضاء على آفة الأمية أولوية  وطنية ومسؤولية مجتمعية جماعية، ولهذا فهي تعمل منذ إحداثها على توجيه وتنسيق أنشطة مختلف الفاعلين في المجال، عبر مقاربة تشاركية لبرامج محاربة الأمية، لملاءمة مضامينها للحاجيات الخاصة للمستفيدات والمستفدين على اختلاف اهتماماتهم وانشطتهم المهنية والاجتماعية.
 هذا، ومن أبرز إنجازاتها في ظرف قياسي بعد إحداثها سنة 2013، توقيع العديد من اتفاقيات الشراكة مع الفاعلين في القطاعين العام والخاص، ومع الشركاء التقنيين والماليين ومع المجالس المنتخبة، بالإضافة إلى تحقيق نسب مشرفة من المستفيدات والمستفيدين سنويا من برامج محاربة الأمية وإحرازها على 3برامج دعم للاستراتيجية الوطنية لمحاربة الأمية من طرف الاتحاد الأوروبي.
واستحضارا كذلك لبعض جوانب أنشطة الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية برسم الموسم القرائي 2018 - 2019، يتضح حجم المجهود المبذول من طرف الوكالة في اتجاه تخليص عموم المواطنات والمواطنين من الجهل بفضل حماس أطرها وتفانيهم للنهوض بهذه المهمة النبيلة والمساهمة إلى جانب كافة الفعاليات الرسمية والشعبية في تنزيل ناجع وفعال لمشاريع الوكالة وبرامجها في اتجاه تشييد مجتمع خال من كل مظاهر الجهل والتخلف والبؤس المادي والمعنوي. وفي هذا السياق عملت الوكالة على تعزيز الحكامة الجيدة معتمدة في ذلك على مأسسة الوكالة وإرساء هياكلها وتطوير الشراكة والتعاون على المستوى الوطني والدولي. كما اشتغلت على تحسين جودة التعلمات بما في ذلك، تنظيم دورات تكوينية لفائدة أطر ومسؤولي الوكالة ومنشطي برامج محو الأمية، وبدأ أجرأة مشروع إرساء نظام الجسور بين برامج محاربة الأمية والتعليم النظامي والتكوين المهني، وملاءمة العرض والطلب سواء للاستفادة من برنامج محو الأمية أو برنامج ما بعد محو الأمية، بالإضافة إلى تطوير التعلم عن بعد وقياس تعلمات المستفدين من برامج محاربة الأمية.
إنها الحصيلة التي تشكل جزء من المهمة الطموحة للوكالة والتي يعوزها المزيد من دعم القوى الفاعلة في المجتمع من أجل إيقاظ الوعي لدى الرأي العام الوطني بخطورة آفة الامية المعيقة لتقدم المجتمع ورقيه وللنمو الاقتصادي والتنمية البشرية المنشودين.
هذا، وحيث إنه لا يختلف إثنان في ما تشكله معركة محو الأمية من تحديات، فإنه لا أحد يجادل كذلك في أن هذه المعركة ليست خاصة بالوكالة وحدها، بل هي مسؤولية مجتمعية مشتركة تقع على عاتق الكل، وورش وطني يلزم الجميع كسب رهانه، وهدف يستوجب تظافر جهود مكونات المجتمع لاجتثات هذه الآفة. وهو الأمر الذي يتطلب من بين ما يتطلبه بالخصوص مساهمة جميع القطاعات، عمومية وخصوصية، والمؤسسات رسمية وغير حكومية، وكافة الفعاليات، أفراد وجماعات... وتظافر جهودهم في إتاحة فرص التعلم أمام الأميين على مختلف أعمارهم وخلق دوافع التعليم لديهم وجعلهم يسعون إلى الالتحاق بمراكز محو الأمية قصد التخلص من أميتهم وتجفيف منابع هذه الآفة التي تتزايد أثارها السلبية ومخاطرها على الفرد والمجتمع على حد سواء.
محمد أولوة.