adsense

2020/02/05 - 12:52 م


قلم يونس المودن
مع حلول كل فصل شتاء، تتضاعف معاناة سكان الأطلس المنسي .حتى أصبحت كلمة المعاناة شريك حياة الأمازيغ في أعالي الجبال. لا يلخو فصل شتاء من كل عام دون أن نتذكر أولائك المغلوب على أمرهم وما يعانونه من قساوة .أولائك الذين ناضلوا ضد المستعمر لتحرير الأرض والإرادة.ليجدوا أن السهول التي حرروها أصبحت مستعمرة من جديد .وكأن لسان الحال يقول لهم .إن مكانكم في سفوح الجبال وبطون الأودية ومشارف الغابات.نتذكر جميعا تلك المرأة التي جاءها المخاض.ولم يجدو مسلكا يعبرونه لنقلها لأقرب مستشفى يبعد مئات الكيلومترات.فحملت على النعش فوق أكتاف الرجال لتشهد على الموت في حياة بائسة كان نصيبها منها مرارة تتجرعها غدوا وعشيا.ونتذكر ذلك الرجل الذي اشتد به المرض في أعالى الجبال وتعذر على أهله الوصول به إلى مركز للتطبيب بسبب انسداد المسالك في وجههم .وظل يتألم أمام أعينهم حتى فارق الحياة .في ذاكرتنا أيضا تلك الأسرة التى نفد زادها ولم يجدو ما يسدون به رمقهم وجوعهم وظلوا على حالهم لأيام.وإن نسيتم فلن ننسى شهيد الثلوج.بمنطقة بويبلان ( بعلي ) الذي ظل مدفونا لمدة أسبوع تحت أطباق الثلوج .جسدا هامدا بعد أن خرج يبحث عن مصدر رزقه المتمثل في قطيع من الأغنام فحبس بين فرق الثلوج إلى أن أسلم الروح لباريها.لم تتحمل السلطة يومها أدنى مسؤوليتها تجاه الرجل الضعيف .والبحث عنه إلا بعد أسبوع كامل ولو افترضنا جدلا أن الذي ضاع بين الثلوج كان سائحا أجنبيا لقامت السلطات بتسخير كل ما تملك من الآليات اللوجستيكية للبحث عنه ولن ينعموا بالراحة قبل العثور عليه.
كل هذا واقع ونعيشه .ويعيشنا أحبابنا في كل حين.ومن تلك المرأة الحامل عشرات.ومن الرجل المريض عشرات.ومن الراعي حميد بعلي عشرات.
أكتب هذه الأسطر وأنا أعلم يقينا أنا علاقة المعاناة وسكان الأطلس المنسي مستمرة لا محالة. ينبعث منها بصيص أمل من خلاله نرجوا فك العزلة عليهم وتمكينهم من العيش بكرامة مع أبسط شروط العيش الكريم كالصحة والتعليم.