adsense

2019/12/04 - 4:24 م

بقلم عبد الحي الرايس
وابتدأت الحكاية حين كان عائداً من لقاء عمل، يسوق سيارته وأمامه إيصالُ زوجته لقضاء غرض، والتهيؤ لصلاة الجمعة، وعند العشي حضور لقاء هام.
فجأة أحس بحرارة غير معتادة في قلبه، فعجب للأمر، خاصة وأن الفصل بارد، ولكنه واصل السير، وعند اقترابه من البيت طلب من زوجته النزول إليه، ثم كلمها ثانية يسألها إحضار قنينة ماء، نهل منها واستأنف سيره ليوصلها إلى حيث تريد واعداً إياها بالعودة في طلبها بعد الصلاة، ثم انعطف عائداً، ركن السيارة، وصعد البيت ليغير ملابسه ويتوضأ للصلاة.
هنا بدأت الأحداث تتسارع، لم يقدر على تغيير ملابسه، ووجِيبُ القلب المحموم أخذ في التسارع والخفقان، وبدَا له كطائر يرتجف ويتهاوى نحو السقوط، تداعتْ لخاطره حكايا الذبحة الصدرية والسكتة القلبية والوصايا المتكررة بالتعجيل بالاتصال وطلب النجدة، بحث عن هاتفه المحمول فتنبَّه إلى أنه نسيه بالسيارة، زحف نحو الهاتف الثابت وهمس لابنه بصوت واهن: ولدي أنا عيان
ثم استسلم لِقَدَره، أخذ يردد الشهادتيْن ويتلو سُوَراً من القرآن
حَدَسَ الابنُ الأمر، فهب للنجدةِ على جناح السرعة، وفي الطريق اتصل بصديقٍ طبيب، وكان التعجيلُ بالتدخل والإغاثة الفورية، وانْكَتَبَ عُمْرٌ جديد.
كم هي مٌمتعةْ ومُفيدةْ بل ومُنقذةٌ القراءة
نقرأ عن الذبحة الصدرية، فيَعْلَقُ ما يعْلَقُ منها بالبال، ولكن نحياها ونعيشها، ونروي وقائعها أمرٌ لن يخْلُوَ من فائدةٍ واعتبار، خاصة وأن الحالاتِ تتعدد، والأعراضَ تختلف، وقد تكون مُوهِمَةً مُضَلِّلة إذا لم تحضر البديهةُ واليقظةُ في تشخيصِ الحالة.
فمِنْ مُسْتشْعرٍ لألمٍ حادٍّ في المعدةِ والأمعاء، وقد يحسَبُ أن الأمر يتعلق بصاحب الاختصاص، ومن مُحِسٍّ بألمٍ في الظهر أو الساعد، وقد يظنُّ أن الأمر لا يَعْدُو البَرْدَ العارض
ولو أن كلَّ مَنْ مَرَّ بالتجربة، وانكتبتْ له الحياةُ من جديد أعاد قصَّ الحكاية لَتنامَى الوعيُ وتزايدَ الحذر.
وتظلُّ الأعمارُ بِيَد الله، ولكنَّ اليقظة مُجْدِية، والنصيحةَ تظلُّ واجبة.