انتفض
المواطنون المغاربة في وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على إثر الخطاب الذي
وجهه للشعب المغربي، مساء أول أمس الثلاثاء، والذي أكد فيه عدم قبول المغرب عرض
المساعدة الذي قدمته فرنسا إلى حدود الساعة، على خلفية الزلزال المدمر، الذي ضرب
عدة مناطق بالمملكة الجمعة الماضية، مستنكرين ما "تفوه" به الرئيس
الفرنسي؛ حيث أكدوا أنهم "لا يقبلون أي خطاب سوى من ملكهم محمد السادس"،
واعتبروا أن ما أسماه ماكرون "رسالة مباشرة" للشعب المغربي "دليل
على أن جميع القنوات الرسمية أغلقت في وجهه".
كما أبدوا
استغرابهم من "الفكر الاستعماري القديم"، الذي مازال الفرنسيون يتعاملون
به مع المملكة المغربية، وتصوير المغاربة على أنهم شعب جائع، ينتظر مساعدات فرنسا
لتنقذه، مشددين على أن الأحرى بالفرنسيين هو احترام حزن المغاربة، بدل الخوض في
حديث عن قضايا ثانوية، تحضر فيه السياسة، وتغيب عنه الإنسانية".
من جهته صوّب
الكاتب العام السابق لوزارة الاتصال، الصديق معنينو، مدافعه تجاه الرئيس إيمانويل
ماكرون، في شريط فيديو، حيث وصفه ب "البرهوش"، رافضا الخطاب الذي وجهه
مباشرة، إلى الشعب المغربي، أول أمس الثلاثاء.
وقال معنينو،
"في الوقت الذي تتجه أنظار الشعب المغربي إلى المناطق المنكوبة، والملك يزور
الجرحى في مستشفى مراكش، لتخفيف آلامهم، وآلاف الشاحنات متجهة نحو الجنوب، في
تضامن رائع ذكرني بتضامن المغاربة الذي عشته، في المسيرة الخضراء، سنة 1975. في
هذا الوقت، وبعد 4 أيام، يهاجمنا الإعلام الفرنسي، ليل نهار، بدون توقف. الإعلام
الفرنسي لم يحترم شهداءنا، وحزننا، والمحنة التي نمر منها. الصحفيون الفرنسيون
أخرجوا سكاكينهم، دون احترام لأدنى أخلاقيات المهنة، ليهاجمونا، ملكا وشعبا".
وتابع:
"في هذا الوقت، كيطلع علينا الرئيس ماكرون بخطاب موجه، مباشرة، إلى الشعب
المغربي، هذه سابقة خطيرة في العلاقات الدولية"، متسائلا: "هل كان
بإمكان الرئيس الفرنسي مخاطبة الشعب الروسي أو الألماني؟"، في إطار الخلافات
بين فرنسا وهذه البلدان.
وختم معنينو
حديثه بالتشديد على رفضه لما قام به ماكرون: "أنا كمغربي، أرفض وأدين هذا
الخطاب. أنا كمغربي، أقول للرئيس الفرنسي بالدارجة المغربية: "دخل سوق راسك،
والمغرب كبير عليك، ومع الأسف، فرنسا اليوم كيحكمها برهوش".
يشار إلى أن
ماكرون بعد "فقدان الأمل" في عرض مساعدة بلاده، "فور" تلقيه
طلبا من السلطات المغربية، والتي أعلن عنها يوم الأحد الماضي، خلال مؤتمر صحفي على
هامش قمة "مجموعة العشرين"، في الهند، عاد ليوجه، مساء أول أمس
الثلاثاء، خطابا مصورا للشعب المغربي، قائلا: "من الواضح أنه يعود إلى الملك
والحكومة المغربية، بصورة سيادية بالكامل، تنظيم المساعدات الدولية، وبالتالي، نحن
بتصرف خيارهما السيادي".
وأضاف الرئيس
الفرنسي في مقطع الفيديو الذي نشره على منصة "إكس" (تويتر سابقا):
"هذا ما فعلناه، بطريقة طبيعية تماما، منذ اللحظة الأولى، وبالتالي، أود من
كل السجالات التي تفرق وتعقد الأمور، في هذا الوقت المأسوي للغاية، أن تصمت،
احتراما للجميع".
يشار إلى أن
المغرب أعلن، يوم الأحد الماضي، قبول دعم من أربع دول؛ هي الإمارات، وإسبانيا،
وقطر، وبريطانيا.