adsense

2023/09/18 - 2:49 م

بقلم عبد الحي الرايس

القلوبُ مَكلُومة، والمشاعرُ مَشبُوبة، وهَبَّةُ الإغاثة منشُودة، وتلقائيةُ الإيثار مشهُودة، وإعادةُ الإعمار موعُودة، وقوافلُ المَدد بكل أصنافه مُتواترةٌ ملحوظة، والمبادراتُ الملكيةُ مُتلاحقةٌ مُستجابةٌ مَسمُوعة،

وكلُّ هذا يقوم شاهداً على أن الجسد الوطني إذا أُصِيب فيه صَقْعٌ تداعتْ له سائرُ الأرجاءِ بالتعاطف والتعزيز، وهو ما يُفَنِّد كل زعْم بالتصنيف والتفْييء.

فإذا انتهى زمنُ الحِداد، وآبَ الوطنُ إلى شأنه المُعتاد، صار عليه أن يُشخِّص الأدْوَاء، ويَخْتطَّ مساراً يُنْصِفُ كلَّ الأرجاء.

وكم هو جميلٌ شعار «مكفولي الأمة" يتعهد يتامى كارثة الزلزال، ولَيْتَهُ يتَّسع ليكْلأ بالعنايةِ كلَّ يتيم، بل ابْنَ كل مُمْلقٍ فقير.

وفي البلاد كفاءاتٌ علمية وتقنية تُحدِّدُ معايير الوقاية من الزلازل، ومتطلباتِ التوازن البِيئي المُلطفِ للأجواء، المُسْهِم في الحدِّ من تغيرات المُناخ، يُفترَضُ توظيفُ خبرتها، وتعميمُ الإلزام بتفعيل توجيهاتها كُلَّما كان عُمْران.

والحساباتُ الخاصة لتدبير الكوارث خيرُ وجهة لإيداع المَدَد، وأضمنُ مَصْدَر لتقديم السَّنَد، حبذا الكشفُ عن أرقامها، ووجهاتِ صرْفها وإنفاقها، فمثلُ ذلك يبعث الثقة في النفوس، َ ويُغري بمواصلة الدعم التلقائي غير المشروط.

ويبقى أن ثمة انْفلاتاتٍ، ينبغي التصدي لها بعزم وحزم، حتى يستقيمَ للخير مَجراه، ويعرفَ الإنجادُ مُسْتقرَّه ومَثواه.

الكارثة وحَّدَت الأمَّة، وقطعت الطريق على كل تشكيكٍ وفُرْقة، ليتنا نستخلص منها العبرة، فنتعبأ لاستكمال البناء، مُتفادين العثرات، مُتجاوزين كل الأخطاء.

ويا مغرباً ضارباً في عُمق التاريخ، مُشرئبّاً إلى العُلا والسير الحثيث، استفدْ من عثرة الزلزال، وارفعْ وتيرة التكافل، وسَرِّعْ عجلةَ النماء.