adsense

2023/09/11 - 1:02 م

كتب بيل ماجواير مدير مركز بنفيلد لأبحاث المخاطر، وهو عالم في الجيوفيزياء والمخاطر المناخية في جامعة كوليدج لندن وأحد علماء البراكين الرائدين مقالا في صحيفة صنداي تايمز البريطانية، عن كيفية وقوع الزلازل، وعن السبب وراء تضرر المغرب بهذا الحجم الكارثي جراء الزلزال الذي ضرب البلاد في ليل الجمعة.

ولفت الباحث إلى أن هذا الزلزال ناهزت قوته نحو 30 قنبلة ذرية كتلك التي ضربت بها مدينة هيروشيما اليابانية، وهو ما يفسر عدد المباني التاريخية التي دمرت في مدينة مراكش نفسها، رغم بعدها عن مركز الزلزال بنحو 40 ميلا.

لكنه أكد أن الزلزال الذي ضرب المغرب وفاق 7 درجات على سلم ريختر، ليس كبيرا لدى مقارنته بالزلازل التي تضرب أجزاء من العالم ذات نشاط زلزالي مرتفع، كالصين واليابان وإندونيسيا وتركيا.

وأوضح الباحث أن المغرب يقع على مقربة من حد الصفيحة التكتونية التي تمثل الرابط بين الصفيحة الأوراسية إلى الشمال والصفيحة الأفريقية إلى الجنوب، وقد بدأت هاتان الصفيحتان في الارتطام قبل ملايين السنين، وهو ما تمخض عن تكون سلاسل جبلية كجبال الألب وجبال الأطلس في المغرب.

وتتحرك الصفيحة الأفريقية باتجاه الشمال بمقدار نحو 2.5 سنتيمتر في السنة، مما يولد ضغطا على الصدوع الموجودة في المنطقة، ومع تراكم الضغوط يأتي وقوع الزلازل من حين لآخر.

وشدد الباحث على مقولة أن "الزلازل لا تقتل الناس، إنما طرق البناء هي التي تفعل”؛ فلو اتُّبعت الطرق المناسبة في الإنشاءات لبقيت المباني قائمة رغم الهزات الأرضية".

ورأى ماجواير أن زلزالا بحجم هذا الذي ضرب المغرب، ما كان ليوقع هذا الحجم من الضرر لو أنه وقع في ولاية كاليفورنيا الأمريكية على سبيل المثال، كجزء من العالم جرى إعداده بشكل أفضل لمواجهة الزلازل.

وأشار الكاتب إلى أن سببا آخر وراء تضرر المغرب بهذا الحجم الكارثي من هذا الزلزال، وهو أنه قد ضرب من عمق 18 كيلو مترا فقط، وهي مسافة لا تعتبر كبيرة في هذا المضمار، مما ضمن تحويل كمية هائلة من الطاقة الزلزالية باتجاه السطح وهو ما عظم أثر الدمار.

وبحسبه، فما زاد الأمر سوءا، أن الزلزال وقع في وقت متأخر من الليل، حيث كان الكثير من الناس في مساكنهم.

لكن لحسن الحظ مع ذلك، أن الهزة الأرضية لم تستمر لأكثر من 20 ثانية فقط.