adsense

2022/05/10 - 11:04 م

بقلم عبد الحي الرايس

صكُّ الإدانة أن يتأكد الإهمالُ المُطْلقُ للصيانة

وعنوانُ ذلك أن تحتفظ الحافلة بقنينتي إطفاء فارغتين، وعند اندلاع حريق بها ـ كما حدث عشية تاسع ماي 2022 أمام برج فاس ـ لا يجد السائق أمامه غير الاستغاثة بحراس البرج، وإلا لتفحمت الحافلة بما فيها ومن فيها.

وتلكم لعمري علامة نفض اليد من الصيانة، وقمة الاستهانة

فإضافة إلى الإخلال بالتزام توفير الكافي من الحافلات، يُسَجَّلُ إهمال تعويض النوابض المتلاشية، ونافثات الأدخنة الملوثة، مما يجعلها تسير متمايلة، وتستمر في نفث انبعاثات متصاعدة، وفي حشرها بأعداد متزايدة.

وهذا ما يقوم شاهداً على أن الإفلاس تجاوز بُعده المادي إلى إفلاس معنوي وقيمي

والحال أن الإفلاس المادي قد يعالج بقرض أو دعم أو إمهال

أما الإفلاس القيمي والمعنوي وهو المتجلي في غياب أدنى شروط الوقاية والسلامة، فلا علاج له غير فك الارتباط والإدانة، وسحب الثقة دون إتاحة أي فرصة، ولا المطالبة بأي ضمانة.

عانت المدينة وسكانها ـ لأمد طويل ـ من تردي مستوى النقل الحضري نتيجة تعاقد مختل، وما دام التقصير العمد تأكد بصورة قصوى، وبإهمال الحد الأدنى للصيانة بدا وتجلى، فلا سبيل إلى إمهال وتسويف، ولا إلى دعم وتمديد.

والمأمول أن يجتمع الرأي على فسخ العقد وطي الملف، واختزال المراحل لتيسير بديل يبدأ من حيث انتهى الآخرون في توفير النقل الحضري النظيف والمستدام.

ففاس الحاضرة الماجدة تتأبى على الحافلات المستعملة المتلاشية، وتستحق وسائل النقل المتطورة المعاصرة.