adsense

2022/05/04 - 10:18 م

بقلم عبد الحي الرايس

نزولٌ إليها، ومُلازمَة لها بالوصف والتشخيص، وإمعانٌ في استلهامها واستحضارها في الإبداع والتمثيل.

أو انطلاقٌ منها، وسعيٌ للارتقاء بها التماساً لِحُسْنِ التوجيهِ والتأثير، وتَوخِّياً للحثِّ على تجاوُز النواقصِ، وإحداثِ التغيير.

وشتان بين الاختيارَيْن:

إعلام ينزل إلى الواقع يُلازمه ويلتزم به، لن يبرح مكانه، وسيظل عليه عاكفاً يتغذى منه، ويُغذي به، وكلُّ مجالٍ يستفيد مما يُنتج، وهذا ما يحدُث ويتكرر عندنا على تتابع السنوات، وفي أغلب المناسبات، حين يأبى إعلامنا باسم الواقعية إلا أن يُعاودَ تقديم نفس المُدَبْلجات بلغةٍ بذيئة، ولقطاتٍ تتكررُ بها الجريمة، أو يُشجع على إنتاج ما يَغُوصُ في دَرَكِ المُمارسات، ويحرص على تقديمه في أوقاتِ ذروة الفُرجة والمشاهدات، فيتأثر به الصغار والكبار على السواء، يرتوون من نبعه، وينسجون على منواله، ويصير المجتمع ـ مع إعلام باسم الواقعية ـ أشبهَ ما يكون بالمُسْتحِمِّ والمُرْتوِي من بِرْكَةِ مِيَاهٍ راكدةٍ آسِنَة.

وإعلامٌ يَمُدُّ طوقَ النجاة، لمجتمع يهفو إلى التسامي والارتقاء، ويطمح إلى ارتياد آفاق التقدم والنماء، فيأبى إلا أن يُطالعه بما يحفز الهِمَم، ويُخَلِّفُ في النفوس رائع الأثر، ويبعث على استلهام بديع الفِكَر.

والحضارة الإنسانية حافلة بالمبادرات الهادفة، والتراثُ الإنساني زاخرٌ بالأعمال الرائدة.

ورسالة وزارة الشباب والثقافة والتواصل أن تسهر على نشر ثقافةٍ تغذي الفكر وتسمو بالوجدان، وتبعث الشباب على الإبداع والابتكار، وتحث المجتمع على نُشْدان التآخذ بين الحضارات والأجيال، وتجعل من التواصل والإعلام مِرْقاةً للتدرُّج على مراتب الكمال.

وغاية الْطموح أن ينسلخ إعلامُنا عن واقعيةٍ تسِفُّ وتتدنَّى، ويدأبَ على الإتْحاف بما يُمْتعُ الروح، ويُذْكي صادقَ الحماس، ويُلهِمُ نبيلَ المشاعر، وَسَامِيَ الْمُنَى.