adsense

2019/09/27 - 4:47 م


بقلم عبدالحي الرايس


في غمرة الاستعداد لمسيرة الشباب تنديداً بأزمة المناخ، أصابت القومَ إغفاءةٌ رأوْا فيها نملةً كبيرةً  تنزلُ من السماء، وفي نفس اللحظة فوجئ آخرون بنفس النملة العجيبةِ تحُطُّ هي الأخرى من السماء.
لم تَطُلْ بهم الحيرةُ كثيراً في تأويل الرؤيا، فالنملة رامزةٌ إلى التبصُّر وحُسْن التدبير، وإلى سنواتٍ قد تكون صعبةً تستدعي التقتير، تقتيراً في طاقةٍ لا تُجدي ولا تنفع، وإقبالاً على تخزين طاقة تُنْقذ من الاختناق، وتُؤمِّن البقاء، وزهداً في كل ما فيه هَدْرٌ وإتلاف، وتجميعاً لما قد ينفع في سنوات عجاف.
وبعد أن كان التباري في إبراز الأرض تشكو وتتظلم، تتوقُ إلى نسمةٍ عليلة، وغابةٍ ظليلة، تحُدُّ من هجيرها، وتُبْقِي على الجليد مُتجمداً فيها، فتدرأ عنها خطر السيول والفيضانات، وتُنقذ الشواطئ والأرخبيلات
صار الشعارُ نملة كبيرة يستحضرها الجميع فتبعثُ سكان الأرض على التبصر بالخطر الداهم الجاثم، خطرِ احترار المناخ، وتفاقُمِ التهديدِ بانتهاءِ الحياة، وتَدُلُّهُم على ترشيد الحاضر، والتحسب لشبح المستقبل القادم.
ولو أن سكانَ الأرض قاطبةً دولاً وقارات، الكهولَ والشبابَ والأطفال، وَعَوْا درس النملة، واتخذوا منها شعاراً، وتشبعوا بسلوكها في المثابرة على الفعالية والاشتغال، رغم الصعوبات والأخطار، وفي نبذ كل ما هو ضار، وادخار كل ما هو نافع، والزهد في التُّخمة، اقتناعاً بجدوى تعميم واستدامةِ اللقمة، لانْصَلَحَ حالُ الكوكب الأزرق، ولاَنْتعَشتِ الآمال في حرارة أدنى وأقل، ومخزون أجدى وأنفع.
الحلم جاء في لحظته وإبَّانه، عَلَّهُ يكون هادياً ومُرشداً لسكانِ العالم، ومُنقذاً للقادم من أجياله.