adsense

2019/09/26 - 12:24 ص


أضحى وضع المركز الإستشفائي الحسن الثاني بفاس، ومصير مرضاه وذويهم محط تساؤلات عديدة، خصوصا بعد وقوع العديد من المرضى في قبضة المصحات الخاصة بذات المدينة، بتواطئ مع أحد اللوبيات الخطيرة المسيطرة على المستشفى الجامعي، وهذا بعدما توقفت جميع أجهزة السكانيرعن العمل؛ باستثناء جهاز السكانير بمستشفى الأنكلوجيا، فبعد تعطل جهاز السكانير بمصلحة المستعجلات لأزيد من ثمانية أشهر، وتعطل جهاز السكانير بمستشفى الإختصاصات منذ ثلاثة أشهر، ها هو جهاز السكانير بمستشفى الأم والطفل ينضاف إلى لائحة الأجهزة المعطلة، ويتعرض لنفس المصير، بعد تأمينه فقط لبعض الحالات الاستعجالية.
من العيب على مركز استشفائي جامعي يقدم خدمات صحية لجهة بأكملها، وأحيانا يتعدى الحدود الجغرافية للجهة، ومصنف في المستوى الثالث من حيث الخدمات الصحية، حسب وزارة الصحة، أن تتوقف فيه جميع الأجهزة عن العمل، والكل يعلم الدور الكبير الذي يقوم به هدا الجهاز، في تشخيص المرض وإنقاذ حياة المواطنين.
فبعد إجراء عدة اتصالات، أكد لنا مصدر من داخل المركز، فضل عن عدم الإفصاح عن هويته، أن الإدارة لم تقم بإبرام أية اتفاقية مع الشركات المختصة في مجال صيانة أجهزة السكانير، وكأن  هذه الأجهزة غير معرضة للعطب والتوقف بين الحين والآخر، خصوصا مع الأعداد المهمة التي تستفيد بشكل يومي من خدماتها، الأمر الذي يستدعي القيام بأعمال صيانة دورية، تحسبا لحدوث أية أعطاب مفاجئة لها، وهذا ما لم تقم إدارة المستشفى بتوفيره.
وأضاف ذات المصدر، أن تعطل السكانير يسبب في خلق جو من الإحتقان والتوتر بين المرضى والأطر العاملة بهذه المصلحة، ويسبب في حدوث نزاعات، وشجارات شبه يومية هناك.
إن توقف خدمة السكانير، تعتبر استهتارا من جانب الإدارة بصحة المريض، من خلال دفعه إلى سماسرة المصحات الخاصة، للمتاجرة بصحته وحلبه بعدما حلبه المرض، وبعدما استعصى عليها تطويق الأعطاب المتكررة، مما يجعل أصابع الإتهام تصوب في اتجاهها، ويطرح عدة تساؤلات حول الدوافع الرئيسية وراء عدم إبرام اتفاقيات مع شركات الصيانة، وعن الجهات المستفيدة من استمرار الوضع على ما هو عليه؟.
هذا، وتتعالى أصوات المجتمع المدني والمتتبعين لأحوال قطاع الصحة بفاس، مطالبة من الجهات المسؤولة، وطنيا وجهويا وإقليميا بالتعجيل بإيجاد حل لمشكل تعطل السكانير، وتعتبر غياب اتفاقية مع شركات الصيانة هي خطوة غير مسؤولة، تضرب عرض الحائط دستورية الحق في الصحة، بتقديم المريض كهدية وكبش فداء إلى لوبي المصحات الخاصة، الأمر الذي يعود بنا للوراء بعدما حقق المغرب عدة مكتسبات في المجال الصحي.