adsense

2019/09/22 - 7:57 ص

بقلم عبد الحي الرايس
كثيرون من أصحاب القرار إذا حَدَّثُوا أفْحَمُوا، بالتشريعات والاتفاقيات ذكَّروا، وللمشاريع والتوجهات عدَّدُوا، وبالمؤتمرات والمناظرات أبْهرُوا، يمتلكون سلاسة في الخطاب، ومهارة في الْحِجاج والإقناع، يُقدمون الواقع في أحسن حال، يُطمْئنون على الصيرورة والمآل، ويعتبرون من خالفهم الرأيَ مشاغباً حقه الزجر والتنبيه، فإن لم يرْعَوِ بالتلميح، تجاوزوا الأمر معه إلى المؤاخذة والتأديب.
يحدث هذا في القطر الواحد، وفي العديد من الأقطار على مستوى المعمور
ويستمر التجافي بين خطابٍ مسموع، وواقعٍ مشهود إلى أن تتفاقم المشاكل، ويصعب الرتق على الراقع، ويحترق الأخضر باليابس.
فإذا عرضتَ الأمر على الواقع في أكثرَ من مجال، وقفتَ على الهوة بين المعاينة والخطاب، واستعصى عليك الفهم والاقتناع:
ـ تبشيرٌ بالحد من التغيرات المناخية، والتزاماتٌ في قمم الأرض والمؤتمرات، سرعان ما تدحضها التجاوزات، ويكشفُ اختلالها تفاقمُ التغيرات، إلى الحد الذي يُنذر باحترار العالم ودماره، وانتفاء شروط الحياة عند سكانه.
ـ سهولةٌ في الكسب لدى البعض تُزكيها الامتيازات ويدعمُها الرِّيع، وشظفٌ في العيش لدى كثيرين ممن تعطلتْ عندهم أسبابُ الشغل والتعليم والتطبيب.
ـ وسطٌ يحظى بالتوازناتِ في مواقع، وأوساطٌ تطغى عليها الفوضى والاختلالاتُ في كثير من المناطق
ـ أجيالٌ ضاعت منها بَوْصلةُ الأخلاق، وصارت الفردانيةُ لديْها محكومةً بالأهواء.
- الحروب والفِتَن هنا وهناك، ولا تَحَرُّكَ يدعو إلى الإخاء والسلام.
ـ والنُّذُرُ تتسارعُ وتَتْرَى، وياَ لَهَوْلِ ما يَحْدُثُ ويُرَى:
- انْحباسٌ في الجو، واحتباسٌ للأنفاس
- وعلى مجاري الأودية وفي المدن والقرى، فيضاناتٌ لا تكاد تُحصَى، وتسونامي اليابان، وغيرُهُ من السيول والأعاصير في العديد من البلدان كثيراً ما تحدث في بُرْهةٍ وجيزةٍ من الزمان، وحتى الذين يلوذون بالأعالي والبنيان، لا شيءَ  يعْصمُهم من الماء.
فهلا استيقظ الضمير الإنساني لدى حكام الأقطار، وزعماء المعمور، ليطابق الفعلُ المشهودُ في ديارهم القولَ المسموع.
عندها وعندها فقط سيحصلُ الاقتناعُ بما يٌعايَنٌ ويُرَى، دونما حاجةٍ إلى تحايُلٍ على إقناعٍ لا يكاد يتجاوزُ ما يُسمَعُ ويُروَى.