adsense

/www.alqalamlhor.com

2023/11/09 - 9:38 م

الصور من موقع تليكسبريس

أظهر الهجوم الإرهابي الذي شنه تنظيم البوليساريو على مدينة السمارة نهاية أكتوبر المنصرم، وجود بصمات إجرامية إيرانية واضحة المعالم، في هذا العمل الإجرامي الذي يمكن اعتباره بمثابة إعلان صريح للحرس الثوري الإيراني، ومليشيا حزب الله، عن تواجدهم الرسمي فوق التراب الجزائري.

فحسب موقع تليكسبريس، الذي أورد، أنه إذا كانت التقارير الاستخباراتية المغربية والأجنبية، وكذا الصحف العالمية المعروفة بقربها من الدوائر الأمنية والعسكرية، قد أجمعت كلها على وجود تعاون وثيق بين مسلحي البوليساريو وتنظيم حزب الله بدعم من إيران وبتنسيق جزائري، فقد جاء قصف مدينة السمارة ليؤكد صحة هذا التعاون وذلك بالنظر إلى العديد من التفاصيل التقنية المرتبطة بهذا العمل الإرهابي، التي تؤكد بما لا يدع أي مجال للشك ضلوع الأذرع الإيرانية إلى جانب البوليساريو في هذا الهجوم.

وأضاف ذات الموقع، أنه قد يتساءل البعض كيف للبوليساريو التي أعلنت عن تنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار لسنة 1991، بالرغم من الضغط الداخلي الذي تعيشه بفعل تصاعد الأصوات المنددة بانغلاق الأفق أمام تحقيق أي تقدم في أطروحة الانفصال، ظلت عاجزة على مدار ثلاث سنوات من تحقيق أي تقدم ميداني في حربها الأحادية الجانب المزعومة، وذلك بالنظر إلى تقادم ترسانتها العسكرية الموروثة عن الحقبة السوفيتية في مواجهة حزام ناري مغربي مجهز بأحدث التكنولوجيا الحربية، وكذا ضعف قوتها الصاروخية التي لا يتجاوز أقصى مداها العشرين كيلومترا، فما الذي تغير حتى تنجح قذائفها اليوم في الوصول إلى مدينة السمارة، وتخلف خسائر بشرية ومادية في صفوف المدنيين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أقرب نقطة في الحزام الأمني الدفاعي إلى مدينة السمارة تفوق ثلاثين كيلومترا، ومع العلم بأن البوليساريو بوجود طائرات مسيرة مغربية في سماء المنطقة العازلة، لا تستطيع الاقتراب من خط الدفاع المغربي إلى مسافة قريبة، وهو الأمر الذي يرسم لنا تصورا مبدئيا بوجود مسافة محتملة تفوق الأربعين كيلومترا تفصل بين اقرب نقطة قد تصل إليها البوليساريو لإطلاق صواريخها نحو مدينة السمارة، وهو ما يدل على تحول نوعي في قدراتها الصاروخية وحصولها على ذخائر أكثر تطورا.

وأوضحت تليكسبريس أنه من هذا المنطلق، وإذا كانت نقطة انطلاق الصواريخ تبعد مسافة تفوق 40 كيلومترا على الأقل من مركز القصف، وهو في الواقع مدى لا تستطيع البوليساريو تحقيقه بالاعتماد على صواريخ غراد 122 ملم التي زودتها بها الجزائر، والتي تعد أقوى منظومة صاروخية بحوزة البوليساريو، حيث أن سقف مداها لا يتجاوز 20 كيلومترا، فان السؤال الأهم هو ما هي نوعية السلاح الذي استعملته البوليساريو في تنفيذ القصف؟، وبالعودة إلى المنطقة السكنية التي تعرضت للقصف بمدينة السمارة، تناقلت وسائل الإعلام الوطنية والدولية صورا ومقاطع فيديو تظهر الآثار التي خلفها القصف على المساكن المأهولة، وكذا شظايا القذائف المستعملة، وقد تبين أن صاروخا قد اخترق ثلاث مستويات من الخرسانة المسلحة لإحدى المساكن، ليستقر في نهاية المطاف بالأرضية، بعد أن خلف العديد من الثقوب العميقة المنتشرة على سطح المسكن والتي اخترقت بدورها الجدران على مساحة واسعة وهي كلها مؤشرات تدل على أن هذا الصاروخ كان مزودا برأس حربي متشظي شديد الانفجار.

وأشار المصدر إلى أن بقايا الصاروخ الذي استهدف مبنى سكني ثان في نفس الهجوم، كشفت معطيين تقنيين أساسيين، فقد أظهرت الصور ومقاطع الفيديو قطعتين من الصاروخ وهما المقدمة التي استقرت في الأرضية وكذا الجزء السفلي منه، وبتقدير قطر القطعتين، يتضح أنهما لا تتجاوزان 122 مليمترا، وفي نفس السياق أظهرت الصورة الملتقطة للجزء السفلي من الصاروخ، أنه يحتوي على أجنحة مثبتة بواسطة لحام تقليدي، وذلك عكس صواريخ "غراد" من عيار122 ملم التي تحتوي على أجنحة متحركة، تفتح بشكل تلقائي بمجرد خروج الصاروخ من منصة الإطلاق، وهو ما يقربنا من وضع تصور مبدئي عن السلاح الذي استعملته البوليساريو لقصف مدينة السمارة، وبالتالي تحديد الجهة التي تصنع هذا النوع من الذخائر.

وبالاعتماد على المعطيات التقنية السالفة الذكر، يضيف الموقع، يتضح أن الأمر يتعلق بصاروخ من عيار 122 ملم يحتوى على رأس حربي متشظي شديد الانفجار، وأجنحة تقليدية ثابتة، يفوق مداه الأربعين كيلومترا، وجميع هذه المواصفات لا تنطبق سوى على صاروخ واحد وهو "أراش 4" الإيراني الصنع، الذي اعتمدت طهران في تطويره على صواريخ الكاتيوشا الروسية، يفوق مداه 40 كيلوميترا، ويحتوي على رأس حربي متشظ شديد الانفجار، إلا أن نظام إطلاقه يختلف عن باقي النماذج الأخرى التي سبقته مثل "أراش 1" و"أراش 2" و"أراش 3" والتي يتم انطلاقا من منصات "بي إم 21" الروسية التي تطلق صواريخ غراد، وهو ما يفسر احتواءه على أجنحة تم تثبيتها عن طريق اللحام التقليدي كما أظهرت الصورة.