adsense

2023/06/04 - 11:14 م

حجاج نعيم / إبن أحمد

المناضل عبد الاله  حسني ازداد من رحم مدينة ابن احمد سنة 1968 و تابع دراسته حتى المستوى المتوسط الثاني أنذاك ، ترك التاريخ يسجل و يشهد على يومياته التي تتسم بالشهامة و النضال المستميت و تضحياته بمصروفه اليومي من دخله الذي جمعه من تجارته الصغيرة بيع السجائر بالتقسيط ، لن يبخل حسني يوما ما على السفر لمواكبة اطوار المقابلات التي كان يخوضها فريق اتحاد ابن احمد لكرة القدم بالتشجيع و النقذ في لاعبيه و المسيرين عندما تكون النتيجة سلبية ، رغم مرضه و اعاقته و اصابته بداء الصرع ظل مناضلنا عداءا شرفيا بمدينة ابن احمد مشاركا في جميع التظاهرات التي كانت تنظم على الصعيد المحلي و الجهوي ، عاش عفيفا لا يرضى يمد يده لاحد ، اتسم بمعرفته التامة للاحزاب الوطنية و ظل واثق بانبثاق كل تنظيم يساري او ليبيرالي او اسلامي ، كان عبد الاله و لازال يكره حزب اتحاد الدستوري و لا يأكل الليمون و لا يرتدي اي لباس بلون برتقالي ، مدعيا انه تنظيم من صنيعة البصري و كان اهله سببا في فقع عينه ، انخرط عبد الاله منذ نعومة اظافره في الشبيبة الاتحادية و بات يحب حزب الاتحاد الاشتراكي حتى الجنون يسلم على الوردة متى رآها نابتة او مصورة بجريدة او لباس و من بين تضحياته للنضال و هو ما عرفته مدينة إبن أحمد خلال التجربة البرلمانية لسنة 1993 من أحداث دامية و اعتقالات واسعة في صفوف المناضلين الأحرار ، و كانت ضريبته غالية حينما تعرض لفقع عينه اليمنى بواسطة لكمة بوليسية براديو الإتصالات و الفاعل ضابط شرطة الذي يستعمل الآن حفاظات  ( البول و الغائط ) و لم يطالب عبد الإله يوما من الدولة تعويضا عن الضرر الذي لحقه ، مرت الايام و كان من بين المؤسسين لحزب التقدم و الاشتراكية بمدينة ابن احمد يوم كان النضال شبح مخيف في وجه خونة هذا الزمان الذين اصبحوا يتغنون بالنضال و الحزبية و كان عبد الاله صديق للزعيمين التقدميين ( علي يعته و إسماعيل العلوي ) و بين الفينة و الاخرى ظل ينظم زيارات صداقة لهما بمقر حزب التقدم و الاشتراكية و مدمن على قراءة جريدة البيان اللسان الناطق بالحزب أيام كان يسأل عند بائع الصحف عن مقتني جريدتي البيان و الاتحاد و الاشتراكي بالقلعة المناضلة  ( إبن أحمد ) . عبد الاله ظل وفيا لحزب التقدم و الاشتراكية و ترشح باسمه تجربتين و قام حملة انتخابية نظيفة شاركه خلالها الاطفال الابرياء رددوا وراءه شعاراته اليسارية المعهودة التي يثقنها و هو يفضح لوبيات الفساد ، نظم عبد الاله وقفات و مسيرات انفرادية مرتديا الراية الوطنية حاملا مكبر الصوت مرددا الشعارات بصوته المبحوح و الخافت رغم المرض يسب و يقذف من نهب اموال هذه المدينة مطالبا بالاصلاح و الضرب على ايدي الخونه ، لن ترى وقفة احتجاجية بمدينة ابن احمد او مسيرة و لن تجد عبد الاله إلا و يتزعمها حاملا شارة النصر  و لم تسلم حتى الرياضة من هوايات عبد الإله المفضلة ، فكان عداء متألقا من ذوي الاحتياجات الخاصة و قد شارك عدة ماراطونات بالمدينة و فاز بجوائز شرفية بالقلعة المناضلة و الصامدة إبن أحمد و خارجها .... اليوم مناضلنا يقاسي اضطربات مرضية و اوضاعه المادية ضعيفة يحتاج الى زيارة أو مساعدة من مناضلي الأمس و سنوات الرصاص أو اعيان امزاب و لو بتنظيم حفل تكريمي لما قدمه هذا الهرم المناضل الذي اخترق الاعاقة و سجل اسمه بمداد من ذهب في سجلات التاريخ بالقلعة المناضلة ( مدينة ابن احمد ) .... اين اهل امزاب ؟ و اين اهل اليسار ؟.