adsense

2021/06/15 - 12:16 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

لا أحد سيصدق استقالة الرميد من حزبه حتى وإن كانت هذه المرة نهائية ولا رجعة فيها، بعد إفراط سيادته في تكرار الاستقالات ، التي جعلت منه الوزير الوحيد في تاريخ المغرب الذي أشهر وهدد بأكبر عدد من الاستقالات ، وبقي  وزيرا لعشر سنوات متتالية بعد تعدد ترجعاته عنها بدرائع يعلم الله صحتها ، إلى درجة لم يعد أحد يصدق حكاية استقالته من أي شيء ، الحال الذي يذكرنا بقصة الطفل الذي كان كلما نزل إلى البحر إلا وتظاهر بأنه يغرق صائحا أنقذوني انقذوني، وحين يهب الناس لنجدته يضحك ويستهزئ بهم ، ويقول أنه كان يمزح معهم ، وظل على ذاك الحال إلى أن فقد ثقة الناس به ، ولم يعد أحد يصدقه ، وفي مرة انجرف إلى المياه العميقة وأحس أنه يغرق ، فهتف وهتف انقذوني انقذوني ، إنني فعلا أغرق هذه المرة أنقذوني أرجوكم، لكن لا أحد صدقه ، وليست هذه هي القصة الوحيدة التي تتحدث عن فقدان الثقة ، إذ يُحكى أنه كان هناك طفل يرعى أغنام أهله ، يأخذها في كل صباح إلى الجبل لترعى ، ثم يعود بها في المساء إلى القرية ، في رتابة يومية ممللة أحس معها الطفل بالقنوط ، الذي أراد التخلص منه والترفيه على نفسه بالمزاح مع أهل القرية ، الذين صاح بهم طالبا نجدته من هجوم ذئب متخيل يريد افتراس الأغنام ، الفرية/المزحة الثقيلة التي انزعج منها سكان القرية الذين هرعوا جميعهم لإنقاذ أغنامهم ، والتي زاد تكرارها من حنقهم وغضبهم ، فلم يعد أحدهم يكثرت له، إلى أن جاء اليوم الذي هجم فيه ذئب على الأغنام وبدأ بافتراسها  ، فصاح كالمعتاد بأهل القرية :النجدة النجدة ساعدوني " لكن لا أحد أتى لأنقاذه ، لأنه خسر ثقهم به ، ما مكن  الذئب من افتراس الأغنام.

وما أظن أن استقالت الرميد للإستهزاء بأحد ، ولا للترفيه عن النفس ، فهو فوق ذلك ، وإنما هي حسب بعض المصادر بسبب خضوعه لثلاث عمليات جراحية ، وبالمناسبة نتمنى له الشفاء الكامل والعاجل ، أما غير ذلك من الأسباب فهي خفية لا يعلمها إلا الله والسيد الرميد ..