adsense

2021/05/16 - 11:28 ص

بقلم عبد الحي الرايس

يغريني بالسؤال مستواك الجامعي، وثورة الشك لديك، وحرصك على الاقتناع الذي يستدعي منك التمرس بالإقناع.

ماذا يعني لديك ارتداء سروال ممزق؟

أتقليد؟ أم ثورة على التقاليد؟ أم انبهار ومسايرة لجيل؟ أم تأكيد انتماء لفئة من الميسورين الذين سئموا الرفاه وآثروا التمظهر بمظهر الفقراء.

إن كان تقليدا فما الباعث عليه؟ إلام يرمز؟ وبم يبشر؟ وأي خطاب يرسل؟

وإن كان ثورة على التقاليد، فما مسوغها؟ وأي رسالة تحمل؟ ولنتصور للحظة أن الجميع اقتنع بها وصار الناس قاطبة يبحثون عن ثياب رثة وسراويل ممزقة، أية جمالية وأي ذوق رفيع تبشر به، وتشجع على محاكاته، والنسج على منواله؟

أم انبهار ومسايرة لجيل، وإعلان الولاء له؟ ما خصائص هذا الجيل؟ بم أتى؟ أي رسالة يحمل؟ وبأي قيم يبشر؟

أم تأكيد الانتماء إلى فئة أصيبت بالتخمة، وسئمت الأناقة، ورهافة الذوق، والتفنن في تصميم الأزياء؟ فمالت إلى الرث من اللباس.

إذا كان لي أن أفصح عن رأي فلا أملك غير الاستهجان، والتعبير عن عدم الارتياح، رغم أني جبلت على احترام الرأي الآخر، والإحجام عن التدخل في شؤون الناس.

ولكنني في الآن ذاته أتذوق الجمال، ولدي رؤية للاهتمام بالهندام وتناسق الألوان، واستقر في خاطري أن اللباس ترجمان، وأن الغلو فيه تمظهر وتعال وادعاء، كما أن التفريط فيه خدش واستهانة بالذوق العام.

وأختم بما بدأت به: فتساؤلي إنما ينشد إقناعا يفضي إلى اقتناع، وأترقب منك الجواب...