adsense

2021/05/31 - 12:54 م

 

بقلم حورية اقريمع

...كان يبحث عنها بين صفوف الطالبات لكنه لم يعثر لها على أثر...خرج مسرعا قاصدا مقصف الحي الجامعي..آآه....إنها هناك جالسة في تلك الزاوية من المقصف لوحدها كعادتها...لقد أعمت الغفلة عينيها وفتح لها طريق التقليد الأعمى الباب على مصراعيه فسلكته دون وعي منها....اقترب منها لوح لها بيديه...جلس قبالتها...وأردف قائلا: ماهذا يا صفاء!! ماذا جرى لك ولشكلك !! لم نعهدك هكذا البتة !! أين صفاء التي كنا نعرف ؟!! ماذا فعلت بنفسك ورب الكعبة أخبريني؟!!

صفاء: وما شأنك أنت!!! هذه حياتي وأنا حرة فيها...أفعل ما يحلو لي ما دمت لا ألحق الضرر بأحد..

عمر: ندت عنه تنهيدة طويلة أية حرية هذه يا صفاء!! أحرية في البعد عن الخالق سبحانه و تعالى!!! لا وألف لا...

حسبتك ستتعضين بعد وفاة صديقتك مها...لكنك توغلت أكثر فأكثر...يوما بعد يوم...

صفاء : هييييه كف عن هذا الكلام رجاء سئمت من سماعك أوتحسب نفسك داعية....!!!

أمسك يدها بلطف وقال مخاطبا: عودي كما عهدناك يا صفاء...احرقي زورق الحياة البالية الذي ركبت فيه منذ وفاة مها...واركبي زورق الإيمان والصبر...وأمسكي بيديك أقوى المجاذيف....مجذاف الأمل بيد...وباليد الأخرى مجذاف العلم والمعرفة...

انسكبت الدموع من مقلتيها...وكأنها تسمع هذا الكلام للمرة الأولى في حياتها...أصغت لصوت بداخلها يناديها...: لماذا تتمادين...لماذا تسيرين في هذا الطريق المظلم!!  تتخبطين فيه بين الأوهام !! ألم تملي...!! ألم تكتف بعد!!! ألم يحن الوقت لتستيقظي من هذه الغفلة التي ألبستك من ثيابها ألوانا شتى.. !!!

تراجعت إلى الوراء...وعدلت من جلستها  وتراءت لها حياة العفن التي كانت تتخبط فيها وهي تغرق...وتغرق....تستنجد...تصرخ بكل ما فيها....أنقذوني...   فأنا لا أعرف السباحة في هذا البحر الهائج....ودق جرس الإنذار مدويا في نفسها.....

# يتبع....