adsense

2020/09/02 - 1:59 م



بقلم عبد الحي الرايس

الاهتمام بها محمود ممدوح، والتطاول عليها مشجوب مذموم

تنافست الشعوب والمدن في إحداثها والتفنن في تصميمها، وإضفاء البهاء عليها، فشدت إليها الرحال، وظلت صورُها عالقة بالبال والوجدان.

وكانت منها حدائق بابل المعلقة، وحدائق الأندلس، وحدائق باريس، وحدائق ماليزيا وتايوان، وغيرها كثير، وشُدَّتِ الأنظارُ إلى المُتَنَزَّهِ المركزي بنيويورك الذي أُحْدِثَ سنة 1857 على مِسَاحةِ 341 هكتارا ومُتنزه هايد بارك بلندن الذي أحدث سنة 1851 على مساحة 250 هكتارا وغابة بولون وسط باريس على مساحة 850 هكتارا منذ أزيد من قرنين، ولم يُمَسَّ من أيٍّ منها  شِبْرٌ واحِدٌ على مَرِّ السنين وتَعاقـُبِ الأجْيال، وحدائقُ تاريخية بالمغرب كحديقة جنان السبيل بفاس، وعرصة مولاي عبد السلام بمراكش، وقصبة لوداية بالرباط، وانفردت سنغافورة بلقب "مدينة في حديقة" من فرط احتفائها بالمجالات الخضراء.

وسَمَا الوعْيُ الإنساني إلى حَدِّ رفع شعار "من أجل مُدُنٍ خضراء" وصار التنافسُ في تَعدادِ الْمُتَنَزَّهَات وحدائق الأطفال والأحياء، والتمنْطـُقِ بالأحْزمة الخضراء، وصارتْ كلُّ مدينةٍ تُنافس غيرَها في تأثيث "حديقة النبات" التي تنْشـُرُ الوعْي وتدْعَمُ البحْثَ وتسْتقطبُ السياح.

وأضْحتِ المُدن تُنافس ذاتَها في نشْر الاخْضرار الذي يُبدِّدُ القتامَة ويُضفي القداسة، خاصة بعد أن تأكد دور نشر المساحات الخضراء - إبان الجائحة -  في التَّسْرِيَةِ عن النفوس، وتنقية الهواء، وتلطيف المُناخ، كما يَحْدثُ الآن بإيفران وطنجة والرباط.

قد تَقْصُرُ اليدُ عن الصيانة لسببٍ من الأسباب، ولكنَّ الحديقة صغيرةً كانت أو كبيرة تحْتفظُ بقُدسيتها، ولا تقبلُ التطاولَ عليها بأيِّ حالٍ من الأحوال.

فإذا حدث أن امْتدَّتْ إليها الأيادي بالبناء أو أيِّ نوع آخرَ من الاستغلال، وُوجِهَتْ بالشجْب والاعتراض، وصارتْ صكَّ إدانةٍ لِمَصْدَرِ القرار.