adsense

2021/01/12 - 8:07 م

 بقلم الأستاذ حميد طولست

دأبت فئات عريضة من المجتمع المغربي ، كما في الكثير من ربوع شمال إفريقيا ، مع مطلع كل سنة جديدة، وبالضبط في الثالث عشر من يناير من كل سنة ميلادية ، على الاحتفال بحلول السنة الأمازيغية الجديدة ، كل حسب طقوسه التي ورثها عن أسلافه ، دون إدراك من الكثيرين منهم لتاريخ الحدث ودلالاته الرمزية والانتربولوجية ، مع اختلاف حام بينهم في التسميات ، حيث أنها عند البعض : ليلة "الناير" وعند البعض الآخر " إض- سكاس " وعند فريق ثالث "السنة الفلاحية " وهي عند فريق رابع " حكوزة " كما يسميها غيرهم "رأس السنة " دون ذكر لأية إشارة إلى السنة المقصودة ، ورغم هذا التباين والاختلاف في التسمية ، فإن هناك شبه اتفاق عام على طبيعة الاحتفال وتشابه كبيرين في طقوس ووصفات الاحتفال بهذه المناسبة التي تجمع بين الطابع السياسي المتمثل في تاريخها الذي يعود إلى سنة 950 قبل الميلاد حينما استطاع الأمازيغ دخول مصر الفرعونية بعد الانتصار عليها في حروب عمرت طويلا ، وتمكنوا من تأسيس الأسرة الثانية والعشرين بقيادة الزعيم الامازيغي "شاشنق" أو "شيشونغ" واعتبر هذا الانتصار بدايةً وفاتحة للتأريخ الأمازيغي الذي تناقلته الأجيال ، والطابع الاحتفالي بالأرض كعروس ورمز للعطاء والخصوبة ، والذي هو التقليد الذي تحتفل به العديد من الأسر المغربية والمغاربية ، وتتبادل خلاله التهاني ، كما تفعل بمناسبات حلول السنتين الجديدتين السنة ميلادية والسنة الهجرية والمولد النبوي الشريف..

ويتنوع الاحتفال برأس السنة الأمازيغية بتنوع المناطق المغربية ، لكن يبقى القاسم المشترك بينها هو الطابع الجماعي للطقوس الاحتفالية التي تشكل فرصة اجتماع أفراد الأسر لمد جسور التواصل وصلة الرحم ، في أجواء من الفرحة ، يتم فيها إعداد وجبات تقليدية وفق عادات وتقاليد موروثة ، كطبق "الكسكس بسبع خضاري" الخاص بالمناسبة والذي تضع فيه بعض الأسر-في جنوب المغرب على الخصوص - نواة تمرة "إغس" أو حبة لوز، ومن يجد تلك النواة أو حبة اللوز ، يعتبر شخصا "مباركا"وتسند إليه مفاتيح المخزن "أكادير" ..

ورغم أن رأس السنة الأمازيغية من أقدم الاحتفاليات الأمازيغية ببلادنا ، وأنه أحد أهم الطقوس لدى أمازيغ المغرب وجل بلدان شمال إفريقيا ، فإنه لم يعتمد إلى اليوم عيدا وطنيا ، اعترافا منا بجميل الأجداد وبمجدهم ، وحفظا للذاكرة الجماعية من الاندثار والطمس الذي طالها لمدة غير يسيرة ، ونظرا للأهمية التي أصبح يحظى بها هذا الاحتفال والذي صار تقليدا سنويا لدى المناطق القروية والحضرية على السواء، حيث أصبح يتخذ أبعادا جديدة كحدث اجتماعي تبنته جل جمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال النهوض بالثقافة الأمازيغية وبعض الجماعات الحضرية والقروية والمؤسسات الرسمية ،مع الأسف ، فقد أصبحت الدعوة إلى ترسيم رأس السنة الأمازيغية ، كيوم عطلة وعيد وطني كما هو الشأن بالنسبة لرأس السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية ، أشد ضرورة وإلحاحا ، لما يحمله من دلالات رمزية ثقافية وحضارية وتاريخية وفنية ، وأنتروبولوجية.

وفي الختام أتمنى لقرائي الأعزاء سنة أمازيغية سعيدة مباركة مليئة بكل المسرات والأفراح ، باللغة الامازيغية : أسْكًاسْ إسْعْدَنْ إصبْحانْ إفُولْكِينْ بمناسبة حلول 2971.

 asggwas amaynu amghudu ”ـ