adsense

2019/05/26 - 11:00 م


بقلم عبد الحي الرايس
مرة أخرى وفي نفس الأسبوع تتكررُ فواجعُ الطريق بطنجة ، وكأنها تنافس بعضها في اتجاه التصعيد، وتأبى إلا أن تُسجل تصادم حافلتين لنقل العمال مخلفة ضحايا بالجملة، وتقترنُ الصورة بتعاليقِ شهود عيان يُرجعون الأسباب إلى اندفاع السائقين، وإلحاح أرباب العمل في الاستعجال.
غير أننا نَلْحَظُ على نفس الصورة خطيْن متصليْن صامتين يتوسطان الطريقَ العريض ويُفْصحان عن شهادةٍ مُغيَّبةٍ تتحدثُ عن مسؤولية الطريق في الإغراء بالسرعة، وتحملُ معها صَكَّ الإدانة.
شوارعُ طنجة صارتْ فسيحةً عريضةً جميلة، ولكنها في الآن ذاته أضحتْ حلبةً تُغْري بالسباق، وتُعْمي عن المخاطرِ الأبْصار
فالراجلُ العابرُ حين يتوسط الطريق يظل تحت رحمة سائق متهور لا يُلْقي بالاً لفاصلٍ مصبوغ على الطريق
والسائق المندفع المتعجل لا شيء يردعه عن التجاوز الْمَعيب في غيابِ الرقيب، ينجو مرات، فيُفْلتُ ويعتاد، ويتورط مرة، فيُودي بنفسه وحياةِ الآخرين إلى الهلاك.
والشهادة المُغيَّبة تستدعي اتخاذ تدابيرَ مُستعجلة، لن تُجدي معها حَدَبات ولا مُخَفِّضات، وإنما فاصلٌ مادي يتوسط الطريق، يكون مسعفاً في توقف الراجل قبل إتمام العبور، وحائلا دون الانعطاف المفاجئ أو التجاوز الْمَعِيب
تطبيقٌ ينبغي تسريعُهُ في طنجة، واستحضارُهُ في باقي مدن المملكة حماية للراجل، وردعاً لكل مُتهورٍ سائق.