adsense

2021/07/23 - 7:12 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

بعد أسابيع قليل سيكون المواطن المغربي على موعد- انتخاب أعضاء خامس برلمان في عهد الملك محمد السادس، وتجديد المجالس البلدية والجهوية -مع الانتخابات التي وإن تعددت أشكالها وألوانها ومسمياتها ، فتبقى صناديقها في الدول الديمقراطية الوسيلة المشروعة للوصول للسلطة لحل المشاكل والازمات التي تعترض البلدان ، والفرصة السانحة لمراجعة ونقد البرامج والتباري على الخطط المستقبلية التي تهم تغيير وتبديل واقع المواطن نحو الأفضل والأحسن ، في مجالات الصحة والتعليم والشغل وتكافؤ الفرص والمساواة أمام القانون،  والتي لا تعدو في البلاد المتخلفة اللاديمقراطية ، غير لعبة عبثية بدون مصداقية ، يشكل فيها النفاق السياسي البضاعة الرائجة والأداة الفعالة في خداع الجماهير والرأي العام وتدجين الناخب بالشعارات البراقة الكاذبة التي تضفي المشروعية على التلاعب بمصائر البلدان والشعوب ، خدمة للأجندات الخاصة والمصالح الشخصية ، التي يستغل غالبية المترشحين لتحقيقها ، ضعف القدرة القرائية النقدية لدى الناخب ، وعدم امتلاكه لذاكرة تحليلية تأويلية ، تؤهله لتفكيك المشهد السياسي واستنباط العبر واستخلاص الدروس المساعدة  على تدارك أخطاء تجاربه الانتخابية السابقة ، وتجعله يصحو من غفوته ، فلا تنطلي عليه حيل الانتخابات وخُدع مرتزقتها الذين اخذت أكاذيبهم وتلاعباتهم وتظليلاتهم السافرة وغواياتهم المفضوحة ، منحدرا خطيرا في زرع التشكيك والتيئيس في ذهنية المواطن ، بغية جعله يخفق في التعرف على  من يصدقه القول ، ومن يكذب وينافق ، فلا يرتكب الأخطاء الانتخابية السابقة ذاتها ، ولا ينتخب نفس النخب الجاهلة المتخلفة المشغولة بمصالحها التي لا مكان فيها لحماية المواطن وتحسين أوضاعه ، والتي لا تؤرقها حمايته وتحسين أوضاعه ، ولا تهمها معاناته وعذاباته مع الغلاء الفاحش، والفقر المدقع، والجهل المقيث، والتهميش والإقصاء ، بقدر ما تحركها الدوافع المصلحية الصرفة ،

ويمنح ثقته للنخب الوطنية المستنيرة من الطاقات والكوادر الوطنية المخلصة ، التي تزخر بها البلد ، والقادرة على النهوض بها من كبواتها، ويساعها على إستئناف مسيرتها النمائية والحضارية ، لأنه –كما يقال- من المسلمات أن الشعوب التي تنتخب نخبا وطنية كفأة ، تفلح في تجاوز محنها ،  بينما تلك التي تولي أمرها لجهلاء مشوهي الوعي يعوزهم الولاء الوطني ، فإنها تغرق في ما يبدعونه لها من مصائب .

ــــــــــ وإني هنا أدعو الله العلي القدير أن يُهيّئ للمغرب في كل مواقعٍ المسؤولية ، العناصر الصالحة من مواطنينه الصادقين المراعين لمصلحة البلاد العليا، التي تضمنتها برنامج همالانتخابية المهنية والموضوعية ، إلى جانب إنجازاتهم السابقة ورآئهم التطويرية المستقبلية ، وبيان عناصر الكفاءة التي تؤهلهم لشغل المقعد الذي ترشحوا له ، أو للاستمرار فيه والذين أتمنى لهم كل التوفيق .

فكن أيها الناخب الفاضل يقظا وحذرا من التمويه العاطفي المستغل للدين والطائفة والإثنية والجهوية والمناطقية ، وغيرها من وسائل العهر الانتخابي ، التي تلعب عليها الأحزاب بعد المفلسة ، كمدخل سريع وفعال لمشاعر الناس ؛ فلا تمنح صوتك لقرد يبيعه مقابل موزة تلفة، ولا لكلب ، يبيعه بعظمة نثنة لا لحم فيها.