adsense

2021/07/27 - 7:12 م

بقلم عبد الحي الرايس

دُوَلُ المعمور تُراهِنُ على ما يفصلنا عنه من سنين، حتى لا تخرج منه صِفْرَ اليَدَيْن وثمة مجهودٌ إنساني أسفر عن إستراتيجية تُحدِّدُ أهدافاً سبعةَ عشرَ، يتعين تنزيلُها لمن أراد اللَّحاقَ بركب الأمم، واستدامة تنمية البلد.

والعصر عصر علم وتحسُّبٍ وتقنية، فلم يعد به مجالٌ لارتجالٍ ولا تجريبٍ ولا تبعية.

ورحم الله المهدي المنجرة كان من مؤسسي علم المستقبل الذي ينطلق من الواقع مُعَدِّداً السيناريوهات مُبصِّراً بالتَّبِعَات، مُتحسباً لما يَنْجُمُ عن كل منها من نتائج، رحَّبتْ به وأفادت من خبرته أمم فتجاوزت عثراتها، وصنعت غَدَها وحققتْ طفرتها، وناهضته وأوْصدت البابَ دون محاضراته أمَّتُـه، فلم تَجْنِ من ذلك غيرَ البوار، والإمعانِ في التخلفِ والاِسْتلاب.

مضى الرجل ورحل، وظلت مقولاته وصرخاته تُرَجِّعُها الأصْداء، تُردِّدها الأجيال: أنْ لا عزة ولا سيادة للأوطان إلا ببناء الإنسان، وأن الأمومة والأستاذية والقدوة أعمدة التقدم وركائز نهضة الأمم، وأن اللغة الوطنية رمزُ الاعتداد وسندُ الهُوية.

وللمنجرة أنداد ونظائر، استرخصوا أرواحهم وأموالهم فداء للوطن، ووفاء للقيم، فما تهافتوا، وما ضعفوا، وما استكانوا.

والتجاربُ تتلاحق، والعقودُ تتتالى، وزمامُ الأمور تتمسك به ثلة استمرأت الريع، وتمرستْ بأساليب الإغراء والتمويه، وتفننت في صياغة مسوغات التنصُّل والتسويف.

فإلامَ التصامُم، والمضيُّ على طريق الادعاء والتحايل، والإمعانُ في التضليل والتجاهل؟ !

الاختيارات واضحة، منصوصٌ عليها في الدستور، مَسْطورة بأحرفٍ من نور، يجتمع عليها رأيُ كل مواطن غيور، من غير تردُّدٍ ولا فتور.

واجتهاداتٌ من الإدارة محمودة في التشطيب على أسماءٍ لم تكن إبان الممارسة صادقة ولا مسؤولة.

ويبقى على من سبق لهم أن انْساقوا مع التوجيه إلى رفع اليد عن الصحة والتعليم، أو أغرتهم المواقع باستغلال الاستثناء، وتجاهل مطالب العاطلين والمتقاعدين والأجراء، أن تصحو ضمائرُهم، ويُفسحوا المجال لغيرهم من مثقفين وشباب، متشبعين بالغيرة على البلاد، متطلعين إلى الإصلاح والإنقاذ، فعليهم تنعقد الآمال، في كل تدارك ونماء.

عَقْدٌ من السنين بين 2020 و2030 أمَدٌ وجيز، ولكنه إذا أُحْكِمتْ فيه الاختيارات، واتضحت معالم الطريق، أتى بالتحول السريع، والخير العميم.

فاللهَ اللهَ في بلد يهفو إلى التغيير والتجديد، كل آماله إصلاحٌ عامٌّ شامل، تتنقَّلُ جذوته من جيل إلى جيل.