adsense

2021/07/10 - 6:00 م

بقلم عبد الحي الرايس

بعد موسم الهجرة الذي طال واستطال، وأبقى على تسريع مسلسل التنمية ضرباً من المحال.

آن أوان العودة إلى الوطن، إلى مسقط الرأس، ومهوى الفؤاد، إلى فخر الانتماء، ومعقل الأجداد.

عودة كفاءات آواها واحتضنها المهجر، وأنضجها وأنصفها الاغتراب، فآتت عطاءها وأشعت على الإنسانية كشوفات وابتكارات، وسبقاً إلى اختراعات بوأتها مكانة تتويج العبقريات.

حضورُها يُشع، وإسهامُها يُلهم، ويبعث على المحاكاة والاقتداء، والسير على طريق التميز والإبداع.

وهي إشارة قوية إلى جدوى رجوع واسترجاع الكفاءات المهاجرة في تقوية وتسريع عجلة التنمية.

وتنبيهٌ في الآن ذاته إلى ضرورة رفع درجة الاهتمام بثروة بشرية تزخر بها البلاد، تضيع بين تكديسٍ، وخصخصةِ تعليم، وتقصيرٍ في التنشئة والتكوين.

وأوبة منشودة إلى الذات الوطنية، ممن هم بالبلاد مقيمون، ولكنهم عن الإسهام في بناء الوطن لاهون، وإلى تنمية الذات ومراكمة الثروات مؤثرون ومنصرفون، للريع ملتمسون، وللحقوق مُصادِرون، في هُويتهم زاهدون، وللاستلاب مُستسلمون.

العصر عصر ثورةٍ معرفيةٍ وتقنية، وتنافسٍ في صعود مراتب التنمية.

وعتادُ الأمم في التنافس والارتقاء تأهيلُ الإنسان، وتطويرُ الإنتاج، وترشيدُ الاستهلاك، وتأمينُ الكرامة والإنصاف للعموم على السواء.

ولا سيادة لها ولا اعتداد، إلا بتأكيد الهُوية، والتعامل بِالنِّدِّية، وتوفير كل أسباب استدامة التنمية.

فهنيئا بعودة يحفزها الحنين، وتبعث عليها الغيرة ورغبة الإسهام في التطوير.

واستعجالاً لأوبةٍ وصحوةِ ضمير، تُحِلُّ الإيثار محل الأثرة، وتُحقق النهضة المباركة، فتُخلص البلاد من كل مظاهر الحيف والصراع، ويلتئم الشمل، ويسود الوئام، ويعمّ الرخاءُ والازدهار.