adsense

2020/09/12 - 8:21 م

بقلم عبدالحي الرايس

العصاميةُ عنوانٌ على إرادةِ النجاح، وتحقيقِ طفْرةٍ في الحياة، في التعليم وفي الصناعة، والتجارة، وفي أيِّ مجال

شعارُها:"نَعَمْ أسْتطيع"

والتجربةُ أثبتتْ أن كثيرين ممن تطلـَّعُوا وطمَحُوا، جَدُّوا وثابَرُوا، فكان لهم ما أرَادُوا:

فيما مضى لم تكن الظروفُ مُسْعِفَة، ولا الوسائلُ مُتوفـِّرة، ولكن كانت الْهِمَمُ عالية، والمرامي بعيدة.

ذاك ما حققه موظفون بُسطاء كدُّوا واجتهدوا، وصاروا محامين مشهورين، وقضاةً مرموقين.

وحرفيون اجْتذبهم الفنُّ بأطيافه، فكان منهم مُبْدعُو الكلمات، ومشاهيرُ الممثلين والمطربين.

وما تأتَّى لمعلمين جَدُّوا في البحث والتحصيل فآلوا إلى مفتشين وأساتذة جامعيين.

وأذْكُرُ ولا أنسى تلميذاً في الشعبة الأدبية عيَّرهُ أستاذُه بضعفه وضآلة رصيده، ألزم نفسَهُ خلال العطلة بحفظ مُعجمٍ في اللغة، وعكف على الدرس والتحصيل إلى أن ارتقى مراتبَ الأستاذية، وصار عُمدةً وأديباً ومَرْجِعيَّة.

ذلكم كان إبَّانَ الحَجْرِ الاختياري، صانع التحوُّل الإرادي، الذي رفع قدْرَ الكثيرين، وسما بهم نحو الأفضل والأحسن.

وها قد حلَّ زمنُ الْحَجْر الاضطراري بسبب الجائحةِ المُكابِرَةِ المُعاندة، فصار باعثاً على الأخذ بأسباب التعليم والتعلـُّم عن بُعْد، وهي فرصةٌ لتفعيل الإرادة، وتأكيد العصامية، يبُثها المربون والآباء في نفوس الناشئة، فيُذْكُون فيهم الحماس، ويُشجعونهم على مُغالبة الصعاب، ويَحثونهم على التواصل فيما بينهم، والاستفادةِ من بعضهم البعض، اهتداءً بنصيحة أحد المربين: "علـِّمْ عِلمَك لمَنْ يَجْهَلُ ما تعْلَمْ، وتعلـَّمْ مِمَّن يعْلَمُ ما تجْهل، فإنك إذا فعلتَ ذلك، حفظتَ ما علِمْت، وعَلِمْتَ ما جَهِلْت".

ويظلُّ التعليمُ عن بُعْدٍ عند الحاجةِ والضرورة فرصةً لتدارُكِ ما تعذَّر عن طريق الحُضُور بسببِ إكراهٍ أو جائحة، ينبغي تطويرُها وتعميم وسائلها في الحواضر والبوادي، مكافأةً للفرص، وتحفيزاً على بَثِّ إرادةِ التعلـُّم، والتحلـِّي بِرُوح الْعِصامية.