adsense

2019/07/19 - 10:59 ص


بقلم ذ/ محمد زويتنات
و أنتــم تتوجّسون من مٌستقبلكم الدراسي والمهني تَرددا وخِشية وطموحا وآمالا من جهة وتَرسُمون هُناك في الأُفـق أحلامُكم المَشرُوعة إليكم/ن بَعض التّوجيهات الأساسية؛
1 _ اختياركم لِلدراسة أو التكوين في شعبة ما داخل الكليات أو المعاهد العليا أو مسالك التكوين المهني، ينبغي أن يستجيب أولا؛لامتلاكِكم مستوى محترم من حيث الكفاءة المعرفية والقدرات الذّهنية واللغوية التي سَتُمكّنكُم من التّفوق في الشعبة أو المسلك الذي اخترتموه وهو أمر تُبرره حصيلة المجهودات التي بذلتموها في المراقبة المستمرة وامتحانات الباكالوريا (دون إهمال شروط وعتبات الإنتقاء الأولي في العديد من المعاهد والمسالك..)؛
2 _ لابُد أن؛ يُرافِـق اختياركم للشعبة/المسلك حَوافز نفسية قويّة أي أن تَنتابُكم اتجاهه ميولات نفسية وذهنية إيجابية وطموحة إذ يَصعب أن نَتفـوّق ونُحَقّـق النجاحات والإبداع في فعل شيء أو ضمن مجال لا نَرغب فيه أو لا يُثيرنا أو أُكرِهْنا على اختياره من طرف غير ذواتنا، لذا أنصِتوا إلى دواخِلكم وانظروا ماذا تَعشَقون من المجالات المعرفية والمهنية وتَجنّبوا ضُغوطات الآخرين التي تكتسي أحيانا طابعا إلزاميا خصوصا حين تَصدُر من المُقربين والأصدقاء مِما قد يتناقض ورغباتكم و شغفكم؛
3 _ قبل الحسم في اختيار أي شعبة أو مسلك لا بأس من استشارة أهل الإختصاص والخِبرة بجانب التّقصي عن كل المعلومات التي تَخُص الشعبة أو المسلك المهني المُراد اختياره وهو أمرٌ مُتاحٌ في زمن الثورة المعلوماتية والشبكة العنكبوتية التي تتيح ولوج البوابات والمواقع الإلكترونية للكليات والمعاهد والمدارس العليا والتّعرف على وحدات الدراسة "les modules "ومسارات التكوين وإدراك كيفيات وشُروط الولوج وقبول ملفاتكم؛
4_ لابد أيضا من إدراك كل الآفاق والصعوبات المهنية والسوسيواقتصاية التي يُتيحُها سوق الشّغل من جهة وفُرص متابعة الدراسات العليا في أسلاك الماستر والدكتوراه للخريجين من جهة ثانية في الشعبة أوالميدان الذي اخترتموه؛
5 _ تذكروا أن؛عهد الدراسة بالمرحلة الثانوية يختلف عنه في الجامعية والعليا منها،إذ هناك اختلافا جذريا في طبيعة المرحلتين بحيث تشكل فترة الدراسة الجامعية والعليا فترة انتقالية للطالب(ة) من مكان وفضاء نحو اقتحام آخر(انتقال من قرية إلى مدينة أو من جهة إلى جهة..) وما يَنجُم عن ذلك من تغيّرات جديدة تؤثر في العلاقة مع الذات ومع الآخرين والأسرة يُرافقها النّزوع نحو الإستقلالية والبحث عن بناء الهوية والرغبة في استكشاف عوالم وتجارب جديدة...إلخ، لذا تستدعي مِنكم/ن هذه التحولات الإنتقالية التّحَلي بالحَزم والحذر وتحديد الأولويات بتركيز وتحدّي كشُروط أساسية لِنيل النجاحات والتألق في مساركم التعليمي والمهني، وكي لا تَجرِف تلك التحولات/التقلبات كل آمالاكم وأحلامكم التي سَطرتُموها من قبل؛
6_ النجاحات والإبداعات لاَ تُختزلُ فقط في التّفوق الدراسي داخل مسلك/شعبة/ ميدان ما أو بالحُصول على مُعدلات عالية والتّخرج في الأخير بشهادة ودبلوم، إلى جانب ذلك،يمكن في الآن ذاته أن نتعلم أشياء أخرى مُهمة وأكثر فائدة لنا وللآخرين وللإنسانية، يمكن أن ننفتح على رؤى ثقافية وأن نُطالِع أفكارا جديدة  وأن نمارس ونصقل هوايات مفيدة تُخرِجنا من سذاجتنا،وعُزلتنا، ومن كُهوفنا تلك التي رَمتنا داخِلها قيّم القبيلة والمجتمع من جهة، والتّخصصات المعرفية والأكاديمية والمهنية من جهة ثانية، هاته الأخيرة التي أملَتها مَصالح الهيمنة الرأسمالية ودواعي سوق العولمة لتهييء وإنتاج جيوش الخبراء والتقنيين واليد العاملة المؤهلة، اذن لِفهم اللُّعبة جيدا والتحرر من تلك الشِّباك والأغلال لابد أن نقتحِم عوالم أخرى مفيدة (بجانب دراستنا وتخصصاتنا) لِصناعة وإبداع أنشطة ذات معاني إنسانية ودلالات قيميّة عليا.