adsense

2019/07/28 - 1:22 م


بقلم عبد الحي الرايس
شبابٌ مِعْطاء، ينْشغلُ بكل ما هو مُثْمِرٌ بنَّاء، يُحققُ ذاته، يبْني وطنه، يسعى في صلاح الأرض وخير الإنسان، لطالما صدحتْ أم كلثوم متغنية ببُناةِ الأهرام، ولطالما كان الترنُّمُ بِبُناة الاستقلال، فهل لنا في شباب ينتزع الحديث عن بُناة الوحدة، مُحصِّلي الكفايات، مُسَرِّعِي النماء.
كتب أستاذٌ جامعيٌّ ثِقة، عن طلبةٍ اتصلوا مُعلنين انخراطَهُم في مُكافحة ظاهرة الغش في الامتحان، فسُرَّ لذلك، وأسَرَّ به في تدوينةٍ له، مُبشراً بأن التحوُّلَ يبدأُ من هنا، من شبابٍ يُوثرُون بناءَ الذات على التحايُل على رفع المعدلات.
ومتى عَمَّ ذلك، ساد الاعتدادُ بالنفس، وعادتِ المصداقيةُ للعلامات، والثقةُ في حاملي الشهادات، وانعكس ذلك إيجاباً على مُختلِف المجالات، وسُمعة الجامعات.
وعَزْمُ الشباب لا يأتي من فراغ، وإنما تسبقه وتُمهِّدُ له تنشئةٌ على احترام الذات، والحسِّ بالكرامة، والولع بالبحث والقراءة، وتلكم رسالةُ الأسرة والمدرسة، وباقي وسائط المجتمع والإعلام، أن يُعَدِّدُوا مصادرَ النهْل من حِياض العلم والتقنية، وفرصَ الانبهار بالعبقريات والبطولات، والمكتشفين والرواد، وصانعي الأمجادِ وَرُسُلِ السلام.
فذاك خيرُ زَادٍ يبعثُ النشْءَ على المحاكاةِ والاستلهام.
ومتى صدق العزم من الشباب، كفُّوا عن الانسياق مع الأهواء، وزهِدوا في متعةٍ لحظية، من أجل بناء شخصية رائدة، وتلاحقتِ الإنجازات، وصارتِ المستحيلاتُ مُمْكنات.
ويبقى على مخططات التنمية أن ترفع سقف الطموحات، وتُعدِّدَ الَرهانات، وتستقطبَ الكفاءات، وتضمنَ تكافؤ الفرص، حتى تَحُولَ دون هجرة الأدمغة، فتُحققَ النهضة، وتُنعشَ روح المواطنة، وتبعثَ الجميع على الانخراط في تعبئةٍ شاملة، ترفع مستوى التعليم، وتُحَسِّنُ معدَّل الدخل، تُعممُ العدل والإخاء، وتُشِيعُ الشعورَ بالكرامة والمساواة.