adsense

2019/07/23 - 1:13 ص


بقلم عبد الحي الرايس

ونحن مُقْبِلُون على ساحة باب فتوح، ولم نتعودْ منها غيرٍ فوضى العبور، ومرأى كثافةِ القبور، طالعتنا ربْوةٌ غنَّاء، تُطِلُّ على المدينة بإزهارٍ واخضرار، استوقفتنا وألزمتنا البحثَ والتقصي عن سِرِّ هذا التحول الذي بَدَّدَ القتامة، وأحلَّ محلها الابتسامة، وأضفى عليها سمة الحضارة والاستدامة، تسلَّقنا الربوة فإذا خلْفها مشروعُ حديقة بأحواض وممرات، وإطلالة بهية على زلاغ.
والمفاجأة الأولى قادتنا إلى مفاجآت، فإذا الطريقُ الوطنيةُ المتجهةُ شرقاً ـ ولم نتعودْ منها غير مرأى التراب والأشواك ـ قد تسرْبلتْ بالاخضرار، ورافقها يَمْنةً ويَسْرةً شريطٌ أخضرُ مُزدانٌ بتنوع نباتي يُمْتِعُكَ إذا نظرت، ويُذكِّرك إذا نسيت، تتخلله خزاناتٌ مُعدَّةٌ لاحتضان كتب تُغري بالقراءة، وتَحُثُّ عليها، وتنمِّي الولعَ بها.
ونغوصُ أكثر في أحياء كانت إلى عهد قريب موحِشة مُهمَلة، تتخللها نقطٌ سوداء، فإذا بها قد امتدتْ إليها يَدُ التغيير فصارت الدروب والبقع ينافس بعضها بعضاً في الرسم والتلوين، والغرس والتزيين، وإذا البسمةُ تنتشر على الشفاه، والوجوهُ تطفح بالبشر والرجاء.
وتتساءل عمن يقف وراء كل هذا: فإذا التناغمُ وروحُ الفريق يشي بمجهودِ تقنيين شباب يعْضُدُهم ويَشُد عزمهم مسؤولون أوفياء، وتتجاوبُ معهم مقاولةٌ مُواطنة مُولَعةٌ بالعمل في الميدان.
ونعود لنردد المعزوفة الأثيرة: "فاس والكل في فاس"
ففي فاس واقعٌ وقفنا عليه يشي بتحول آت، وإشراق قادم.
وفي فاس تطلعٌ إلى إنعاش الاقتصاد وتشجيع الاستثمار
وفي فاس أيضاً مواقعُ مهملة وممارساتٌ مقلقة.
وتظل فاس أيقونة المدائن تستخف من عليائها بكل ما يحيق بها وتعتبره العابر الزائل
فالإصلاحُ آت ، وتحقيقُ الاستدامةِ وَرَدِّ الاعتبار رهانُ كل غيورٍ ورائد.