adsense

2019/05/17 - 8:22 م

بقلم الكاتبه والباحثه في الفلسفه ابتهال عبدالوهاب (جمهورية مصر العربية)
اتسأل هل الأيمان طريق للفهم أم الفهم طريق للأيمان ؟؟
 لأن الإيمان قبل الفهم هو إيمان غريزي قائم على قاعدة ( هذا ماوجدنا عليه أباءنا ) ، وهو إيمان العبيد، فالعبيد لانهم لايمتلكون أنفسهم، فإنهم لايفقهون شيئا من حياتهم ومجبرون على الإيمان  من خلال الطاعة العمياء، وتنفيذ الأوامر دون أن يكون لهم حق مناقشتها أو طرح الأسئلة عنها …
وهذا الإيمان يكون هش، ويسقط مع أول اختبار حقيقي يفرضه العقل؛ لذلك فأصحاب هذا الإيمان يجتهدون في إلغاء أي محاولة للتفكير العقلاني، وأي إثارة لعلامات الاستفهام التي يفرضها العقل والمنطق في منظورهم هي كفر، وبالتالي خروج عن الملة     
أما الإيمان بعد الفهم، هو إيمان الأحرار لأنه يكون بأختيارهم الحر، وهو إيمان يكون راسخا، لأن فهم الأشياء يعطيك مرونة بأختيار الأفضل والأصح والأقرب إلى نفسك. وبالجانب الإيماني يعطيك فهما لتصور كيف يجب أن يكون الله ليستحق الإيمان به    وعلى اساس هذا الفهم، يكون أي معتقد أو رؤية أو فكر أو دين، مهما كانت درجة مثاليته إذا ظل مغلقا على نفسه ومحاط بسور من القواعد الجامدة الغير قابلة للنقاش أو التساؤل ومغيبه عنها المرونة والقدرة على استيعاب التغيرات الزمانية والمكانية، فتلك مرهونة بزمانها ومكانها، ولاتصلح أن تكتسب صفة الإنسانية، لأن كل ما يرتبط بالإنسان هو يمتاز بالمرونة والقدرة على التعامل مع متغيرات الحياة والإنسان، لأن الإنسان هو كائن لايتصف بالثبات ومصادرة عقله لأي سبب كان، معناه ركوده وجموده وتخلفه وتوقفه عن التفكير؛ مما يعني موته لأن حيوية العقل هي من تمنحنا الحياة