adsense

2019/01/08 - 11:03 ص

 
بقلم ابراهيم فارح
التجارة بالدين والثمن عرق الجبين.
وتساقطت أقنعتهم ولا زالت، وتكشفت عن أوجه القبح والبشاعة، كنت فيما مضى ولا زلت أسمعهم يبدؤون الكلام باسم الله، ولا إله إلا الله والحمد لله والصلاة على أشرف خلق الله، فأرخي السمع وأطأطئ الرأس وانساق معهم بكل جوارحي، وبعد حين تبين أنهم في هذا البلد الأمين يسرقون باسم الله وينهبون باسم الله ويقتلون بسم الله ويزنون...والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
أضحت اللحى على وجوههم لا تستر ما تخفي قلوبهم، من مكر وخداع وفساد، أكلوا الأخضر واليابس ولا وقار لرمضان، وأمروا المقهورين بالصيام، وزيادة ست من شوال، والأيام البيض، رغم ان ايامنا معهم استحالت سوادا في سواد، أكلوا كل شيء وتركوا لنا دعاء النوم وأذكار المساء ودعاء الجماع...
ورب أدعية لم تنفعهم في أن يكونوا أصحاب أخلاق وأصحاب ضمائر.
ولعل حالة أفراد الجماعة الذين تداعَوا علينا كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، تحيلنا إلى عهد "كهنة آمون" فهم وإياهم سواء بسواء، استبدوا بنا والتهموا في بطونهم الهدايا والعطايا من جيوب المقهورين وعرق المساكين.
لقد قويت شوكتهم وامتدت صلاحياتهم إلى درجة أنهم يحورون الدين بما يتناسب مع شهواتهم وأطماعهم، وهكذا أصبح الحلال والحرام مفصلا حسب الهوى والمصلحة، والتلاعب بالدين وإقحامه في السيطرة على السلطة والاستبداد أمر واقع.
الصدق عندهم مجرد كلمة للاستهلاك والفعل كذب وبهتان.
نظافة اليد دروس وعبر وواقع الحال لصوصية وفساد واختلاس.
الحجاب والعفة واجهة ومنظر والأصل فسوق وعري ومجون.
هؤلاء النصابون باسم الدين لا يعدمون الموهبة فهم يمتلكون ميزة الإقناع والقدرة على جذب الاهتمام وتليين العقول، فانتخبهم ودعمهم وانتصر لهم وساندهم وبذلك يرضى الله عنك ويبارك لك في مالك ويدخلك الجنة، من هنا تأتي خطورة هذه التجارة التي تتحول إلى نصب باسم الدين.
لقد حان الوقت لأن نتحدث بلغة العصر، فالدين أنبل وأشرف من أن يكون ستارا وغطاءا لممارسات هؤلاء، فالدين للجميع ولا يحق لأي كان أن يقحمه في صراع سياسي كيفما كان.
فلا أموال القمار والكازينوهات حلال.
ولا الرشوة والابتزاز حلال.
ولا القتل وسفك الدماء حلال.
ولا سرقة الزوجات من أحضان الأزواج حلال.
ولا التبرج والتعري حلال .
ولا الكذب والبهتان حلال.
ولا النفاق والسعي بين الناس بوجهين حلال.
إن الدين حق للجميع وعبادة الرحمن أسمى وأجل من أن يتم تشويهها بالسياسة، فانأوا بديننا عافاكم الله عن دنس السياسة، فالمسلم أحق بدينه من غيره، وليس بحاجة لأن يقوده آخرون من أجل منافع سياسية.