adsense

2019/01/21 - 10:49 م

1-    كرم يتحول إلى عادة ... والعادة محكمة:
هي عادة اعتاد عليها نساء ورجال التعليم منذ زمن بعيد حينما يتكلفون بنسخ أوراق الامتحان الموحد المحلي للدورة الأولى للمستويين السادس ابتدائي والثالثة إعدادي، وفي بعض الأحيان فإن الإدارة تستجدي كرم جمعيات آباء وأولياء التلاميذ لتعويض تلك المصاريف.
هي مصاريف أصبح يتحملها المدرس بالإضافة إلى أقلام السبورات البيضاء وكل الأدوات المكتبية من أوراق وأقلام وغيرها، يتحدث (م.ع) أستاذ من مكناس، مضيفا أنه في مؤسسات أخرى غير مؤسسته فإنها توزع عليهم الأوراق البيضاء كلما اقترب موعد الامتحان ليتكلف الأساتذة بباقي المصاريف المتعلقة بالنسخ رغم ما في الأمر من خطورة نتيجة احتمال تسرب الامتحانات وعندها سيُساءَل الأستاذ وسيُتهم بالتقصير كما اعتادت الإدارة على فعل ذلك في قضايا كثيرة، يضيف المتحدث.
2-    الأمانة المهنية ... والقبول بالمعاناة:
وعن سبب لجوء الأساتذة وقبولهم بهذه العادة رغم تخصيص ميزانية ضخمة من طرف أكاديمية فاس مكناس تتجاوز المليار ونصف سنتيم لسنة 2019، يوضح (م.ي) أستاذ من تازة أن هذه الميزانية لاعلم لهم بها، والأمانة المهنية وارتباطهم بتلاميذهم تفرض عليهم نسقا معينا من المعاناة عند نهاية كل دورة، مستدلا على هذا النسق بأمثلة كثيرة يتجلى بعضها في تدوين النقط على "مسار" وما تتطلبه هذه العملية من صبر قد يتحتم على المدرس السهر طيلة الليل من أجل الفوز بفرصة يستقبله فيها "البرنام" دون أن يشهر في وجهه ورقة حمراء تشعره كذبا بوجود خطأ ما وتطالبه بإعادة المحاولة.
تغيير مقر العمل بشكل مفاجئ هو أحد الإجراءات الإدارية التي أصبحت تؤرق الأسرة التعليمية، حيث اعتبرها (أ.ه) من صفرو الكابوس الذي يطارد المدرسين، مضيفا أن أكاديمية فاس مكناس لم تكتف بالتكليفات داخل الإقليم التي تتجاوز في حالات كثيرة مئات الكيلومترات، بل اخترعت تكليفا جديدا وصفه "بالعابر للأقاليم"، مستهزئا من شعارات الإدارة التي تتغنى بجودة التعلم على حساب استقرار وجيوب المدرسين.
3-    قمة التناقض... ميزانية ضخمة والأكاديمية تفتح باب التسول: 
لقد خصصت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس ميزانية تقدر حسب مصادر عليمة ب 15600000 درهم لتغطية مصاريف عملية التقييم والامتحانات، ضمن أشغال المجلس الإداري ليوم الخميس 6 دجنبر 2018، حيث تمت المصادقة على برنامج عمل الأكاديمية برسم السنة المالية 2019، وذلك برئاسة يوسف بلقاسمي الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية.
في ظل هذه الميزانية فإن الأكاديمية الجهوية تبلع لسانها وتصبح يدها مغلولة إلى عنقها عندما يتعلق الأمر بالامتحانات الموحدة للدورة الأولى للتعليم الابتدائي والإعدادي، هكذا عبر أحد الأساتذة  من فاس، مضيفا أن هذه الميزانية سيتم تنفيسها بعد اقتطاع حصة التعويضات الخيالية للمسؤولين بعد امتحانات البكالوريا لتبقى منها بضع دريهمات خاصة بالتصحيح.
4-    نقابة ترفض المزاجية والولاء في توزيع التعويضات:
عبرت نقابة الجامعة الوطنية لموظفي التعليم بجهة فاس مكناس عن رفضها لمنطق ما اعتبرته المزاجية والولاء في أداء التعويضات الجزافية للموظفين، مطالبة الأكاديمية بتسريع وثيرة إنجاز الصفقات العمومية المعلنة، مؤكدة على ضرورة الحرص على جودة مكونات هذه الصفقات أثناء التنفيذ.
هذا وقد دعت نقابة "دحمان" على مستوى مكتبها الجهوي بجهة فاس مكناس، إلى اعتصام إنذاري يوم الثلاثاء 29 يناير 2019 أمام مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس، ضد ما اعتبره بيانها -توصلت الجريدة بنسخة منه- مجموعة من الاختلالات التدبيرية لملفات الأسرة التعليمية والتي استفحلت حدتها جراء غياب التواصل والحوار الحقيقي المنتج للحلول والبدائل يضيف البيان.